ب مم وبيسي

مم /ثالثة 3 ثانوي مدونة محدودة /كل الرياضيات تفاضل وتكامل وحساب مثلثات2ثانوي ترم أول وأحيانا ثاني /التجويد /من كتب التراث الروائع /فيزياء ثاني2 ثانوي.ت2. /كتاب الرحيق المختوم /مدونة تعليمية محدودة رائعة /صفائي /الكشكول الابيض/ثاني ثانوي لغة عربية ترم اول يليه ترم ثاني ومعه 3ث /الحاسب الآلي)2ث /مدونة الأميرة الصغيرة أسماء صلاح التعليمية 3ث /مدونة السنن الكبري للنسائي والنهاية لابن كثير /نهاية العالم /بيت المعرفة العامة /رياضيات بحتة وتطبيقية2 ثانوي ترم ثاني /احياء ثاني ثانوي ترم أول /عبدالواحد2ث.ت1و... /مدونة سورة التوبة /مدونة الجامعة المانعة لأحكام الطلاق حسب سورة الطلاق7/5هـ /الثالث الثانوي القسم الأدبي والعلمي /المكتبة التعليمية 3 ثانوي /كشكول /نهاية البداية /مدونة كل روابط المنعطف التعليمي للمرحلة الثانوية /الديوان الشامل لأحكام الطلاق /الاستقامة اا. /المدونة التعليمية المساعدة /اللهم أبي وأمي ومن مات من أهلي /الطلاق المختلف عليه /الجغرافيا والجيولوجيا ثانية ثانوي /الهندسة بأفرعها /لغة انجليزية2ث.ت1. /مناهج غابت عن الأنظار. /ترم ثاني الثاني الثانوي علمي ورياضة وادبي /المنهج في الطلاق /عبد الواحد2ث- ت1. /حورية /المصحف ورد ج /روابط المواقع التعليمية ثانوي غام /منعطف التفوق التعليمي لكل مراحل الثانوي العام /لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ /فيزياء 2 ثاني ثانوي.ت1. /سنن النكاح والزواج /النخبة في مقررات2ث,ترم أول عام2017-2018 /مدونة المدونات /فلسفة.منطق.علم نفس.اجتماع 2ث ترم اول /الملخص المفيد ثاني ثانوي ترم أول /السيرة النبوية /اعجاز الخالق /فيمن خلق /ترجمة المقالات /الحائرون الملتاعون هلموا /النُخْبَةُ في شِرعَةِ الطلاق. /أصول الفقه الاسلامي وضوابطه /الأم)منهج ثاني ثانوي علمي رياضة وعلوم /وصف الجنة والحور العين اللهم أدخلنا الجنة ومتاعها /روابط مناهج تعليمية ثاني ثانوي كل الأقسام /البداية والنهاية للحافظ بن كثبر /روابط مواقع تعليمية بالمذكرات /دين الله الحق /مدونة الإختصارات / /الفيزياء الثالث الثانوي روابط /علم المناعة والحساسية /طرزان /مدونة المدونات /الأمراض الخطرة والوقاية منها /الخلاصة الحثيثة في الفيزياء /تفوق وانطلق للعلا /الترم الثاني ثاني ثانوي كل مواد 2ث /الاستقامة أول /تكوير الشمس /كيمياء2 ثاني ثانوي ت1. /مدونة أسماء صلاح التعليمية 3ث /مكتبة روابط ثاني ثانوي.ت1. /ثاني ثانوي لغة عربية /ميكانيكا واستاتيكا 2ث ترم اول /اللغة الفرنسية 2ثانوي /مدونة مصنفات الموسوعة الشاملة فهرسة /التاريخ 2ث /مراجعات ليلة الامتحان كل مقررات 2ث الترم الثاني /كتاب الزكاة /بستان العارفين /كتب 2 ثاني ثانوي ترم1و2 . /ترم اول وثاني الماني2ث  ///بيسو /مدونات أمي رضي الله عنكي /نهاية العالم /مدونة تحريز نصوص الشريعة الإسلامية ومنع اللعب باالتأويل والمجاز فيها /ابن حزم الأندلسي /تعليمية /أشراط الساعة /أولا/ الفقه الخالص /التعقيبات /المدونة الطبية /خلاصة الفقه /معايير الآخرة ويوم الحساب /بر الوالين /السوالب وتداعياتها

الثلاثاء، 29 ديسمبر 2020

۞ وَإِذَا وَقَعَ ٱلْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَآبَّةً مِّنَ ٱلْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ ٱلنَّاسَ كَانُواْ بِـَٔايَٰتِنَا لَا يُوقِنُونَ (النمل - 82)


۞ وَإِذَا وَقَعَ ٱلْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَآبَّةً مِّنَ ٱلْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ ٱلنَّاسَ كَانُواْ بِـَٔايَٰتِنَا لَا يُوقِنُونَ
(النمل - 82)
 
عربي 

- نصوص الآيات عثماني : ۞ وَإِذَا وَقَعَ ٱلْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَآبَّةً مِّنَ ٱلْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ ٱلنَّاسَ كَانُواْ بِـَٔايَٰتِنَا لَا يُوقِنُونَ
عربى - نصوص الآيات : ۞ وإذا وقع القول عليهم أخرجنا لهم دابة من الأرض تكلمهم أن الناس كانوا بآياتنا لا يوقنون

عربى - التفسير الميسر : وإذا وجب العذاب عليهم؛ لتماديهم في المعاصي والطغيان، وإعراضهم عن شرع الله وحكمه، حتى صاروا من شرار خلقه، أخرجنا لهم من الأرض في آخر الزمان علامة من علامات الساعة الكبرى، وهي "الدابة"، تحدثهم أن الناس المنكرين للبعث كانوا بالقرآن ومحمد صلى الله عليه وسلم ودينه لا يصدقون ولا يعملون.
السعدى : ۞ وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِّنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كَانُوا بِآيَاتِنَا لَا يُوقِنُونَ

أي: إذا وقع على الناس القول الذي حتمه الله وفرض وقته. { أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً } خارجة { مِنَ الْأَرْضِ } أو دابة من دواب الأرض ليست من السماء. وهذه الدابة { تُكَلِّمُهُمْ } أي: تكلم العباد أن الناس كانوا بآياتنا لا يوقنون، أي: لأجل أن الناس ضعف علمهم ويقينهم بآيات الله، فإظهار الله هذه الدابة من آيات الله العجيبة ليبين للناس ما كانوا فيه يمترون.

وهذه الدابة هي الدابة المشهورة التي تخرج في آخر الزمان وتكون من أشراط الساعة كما تكاثرت بذلك الأحاديث [ولم يأت دليل يدل على كيفيتها ولا من أي: نوع هي وإنما دلت الآية الكريمة على أن الله يخرجها للناس وأن هذا التكليم منها خارق للعوائد المألوفة وأنه من الأدلة على صدق ما أخبر الله به في كتابه والله أعلم]
الوسيط لطنطاوي : ۞ وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِّنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كَانُوا بِآيَاتِنَا لَا يُوقِنُونَ

ثم أخذت السورة الكريمة تسوق فى أواخرها بعض أشراط الساعة وعلاماتها ، وأهوالها ، لكى تعتبر النفوس ، وتخشع لله - تعالى - . فقال - عز وجل - : ( وَإِذَا وَقَعَ . . . ) .

قال الإِمام ابن كثير : هذه الدابة تخرج فى آخر الزمان عند فساد الناس ، وتركهم أوامر الله ، وتبديلهم الدين الحق ، يخرج الله لهم دابة من الأرض قيل : من مكة ، وقيل من غيرها .

ثم ذكر - رحمه الله - جملة من الأحاديث فى هذا المعنى منها : ما رواه مسلم عن حذيفة بن اسيد الغفارى قال : " أشرف علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم من غرفته ، ونحن نتذاكر أمر الساعة فقال : لا تقوم الساعة حتى تروا عشر آيات : طلوع الشمس من مغربها ، والدخان ، والدابة ، وخروج يأجوج ومأجوج ، ونزول عيسى بن مريم ، والدجال ، و ثلاثة خسوف : خسف بالمغرب ، وخسف بالمشرق ، وخسف بجزيرة العرب ، ونار تخرج من قعر عدن ، تسوق - أو تحشر - الناس ، تبيت معهم حيث باتوا - وتقيل معهم حيث قالوا " .

والدابة : اسم لكل حيوان ذى روح ، سواء أكان ذكرا أم أنثى ، عاقلا أم غير عاقل ، من الدبيب وهو فى الأصل : المشى الخفيف ، واختصت فى العرف بذوات القوائم الاربع .

والمراد بوقوع القول عليهم : قرب قيام الساعة ، وانتهاء الوقت الذى يقبل فيه الإيمان من الكافر . أو الذى تنفع فيه التوبة .

والمعنى إذا دنا وقت قيام الساعة . وانتهى الوقت الذى ينفع فيه الإيمان أو التوبة . . أخرجنا للناس بقدرتنا وإرادتنا ، دابة من الأرض تكلمهم ، فيفهمون كلامها ، ويعرفون أن موعد قيام الساعة قد اقترب . و ( أَنَّ الناس ) أى : الكافرين ( كَانُوا بِآيَاتِنَا ) الدالة على وحدانيتنا وقدرتنا ( لاَ يُوقِنُونَ ) بها ، ولا يصدقون أن هناك بعثا وحسابا .

فخروج الدالة علامة من علامات الساعة الكبرى ، يخرجها الله - عز وجل - ليعلم الناس قرب انتهاء الدنيا وأن الحساب العادل للمؤمنين والكافرين ، آت لا شك فيه ، وأن التوبة لن تقبل فى هذا الوقت ، لأنها جاءت فى غير وقتها المناسب .

وقد ذكر بعض المفسرين أوصافا كثيرة ، منها أن طولها ستون ذارعا وأن رأسها رأس ثور ، وأذنها أذن فيل ، وصدرها صدر اسد . . الخ .

ونحن نؤمن بأن هناك دابة تخرج فى آخر الزمان ، وأنها تكلم الناس بكيفية يعلمها الله - عز وجل - أمَّا ما يتعلق بالمكان الذى تخرج منه هذه الدابة ، وبالهيئة التى تكون عليها من حيث الطول والقصر ، فنكل ذلك إلى علمه - سبحانه - حيث لم يرد حديث صحيح يعتمد عليه فى بيان ذلك .
البغوى : ۞ وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِّنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كَانُوا بِآيَاتِنَا لَا يُوقِنُونَ

قوله تعالى : ( وإذا وقع القول عليهم ) وجب العذاب عليهم ، وقال قتادة : إذا غضب الله عليهم ، ( أخرجنا لهم دابة من الأرض تكلمهم ) واختلفوا في كلامها ، فقال السدي : تكلمهم ببطلان الأديان سوى دين الإسلام . وقال بعضهم : كلامها أن تقول لواحد : هذا مؤمن ، وتقول لآخر : هذا كافر . وقيل كلامها ما قال الله تعالى : ( أن الناس كانوا بآياتنا لا يوقنون ) قال مقاتل تكلمهم بالعربية ، فتقول : إن الناس كانوا بآياتنا لا يوقنون ، تخبر الناس أن أهل مكة لم يؤمنوا بالقرآن والبعث .

قرأ أهل الكوفة : " أن الناس " بفتح الألف ، أي : بأن الناس ، وقرأ الباقون بالكسر على الاستئناف ، أي : إن الناس كانوا بآياتنا لا يوقنون قبل خروجها . قال ابن عمر : وذلك حين لا يؤمر بمعروف ولا ينهى عن منكر . وقرأ سعيد بن جبير ، وعاصم الجحدري ، وأبو رجاء العطاردي : " تكلمهم " بفتح التاء وتخفيف اللام من " الكلم " وهو الجرح . قال أبو الجوزاء : سألت ابن عباس - رضي الله عنهما - عن هذه الآية : " تكلمهم أو تكلمهم " ؟ قال : كل ذلك تفعل ، تكلم المؤمن ، وتكلم الكافر . أخبرنا أبو عبد الله محمد بن الفضل الخرقي ، أخبرنا أبو الحسن الطيسفوني ، أخبرنا عبد الله بن عمر الجوهري ، أخبرنا أحمد بن علي الكشميهني ، أخبرنا علي بن حجر ، أخبرنا إسماعيل بن جعفر ، أخبرنا العلاء بن عبد الرحمن ، عن أبيه ، عن أبي هريرة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : " بادروا بالأعمال ستا : طلوع الشمس من مغربها ، والدخان ، والدجال ، ودابة الأرض ، وخاصة أحدكم ، وأمر العامة " . أخبرنا إسماعيل بن عبد الله ، أخبرنا عبد الغافر بن محمد الفارسي ، أخبرنا محمد بن عيسى الجلودي ، أخبرنا إبراهيم بن محمد بن سفيان ، أخبرنا مسلم بن الحجاج ، أخبرنا أبو بكر بن أبي شيبة ، أخبرنا محمد بن بشر ، عن أبي حيان ، عن أبي زرعة ، عن عبد الله بن عمرو قال : سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " إن أول الآيات خروجا طلوع الشمس من مغربها ، وخروج الدابة على الناس ضحى وأيهما كانت قبل صاحبتها فالأخرى على أثرها قريبا " .

وأخبرنا أبو سعيد الشريحي ، أخبرنا أبو إسحاق الثعلبي ، أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن أحمد بن فنجويه ، أخبرنا أبو بكر بن خرجة ، أخبرنا محمد بن عبد الله بن سليمان الحضرمي ، أخبرنا هشيم بن حماد ، أخبرنا عمرو بن محمد العبقري ، عن طلحة عن عمرو ، عن عبد الله بن عمير الليثي ، عن أبي سريحة الأنصاري عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : " يكون للدابة ثلاث خرجات من الدهر ، فتخرج خروجا بأقصى اليمن فيفشو ذكرها بالبادية ولا يدخل ذكرها القرية " ، يعني مكة ، " ثم تمكث زمانا طويلا ثم تخرج خرجة أخرى قريبا من مكة ، فيفشو ذكرها بالبادية ، ويدخل ذكرها القرية - يعني مكة - فبينما الناس يوما في أعظم المساجد على الله حرمة وأكرمها على الله - عز وجل - يعني المسجد الحرام - لم يرعهم إلا وهي في ناحية المسجد تدنو وتدنو " كذا قال ابن عمر ، وما بين الركن الأسود إلى باب بني مخزوم عن يمين الخارج في وسط من ذلك فارفض الناس عنها وثبتت لها عصابة عرفوا أنهم لم يعجزوا الله ، فخرجت عليهم تنفض رأسها من التراب فمرت بهم فجلت عن وجوههم حتى تركتها كأنها الكواكب الدرية ، ثم ولت في الأرض لا يدركها طالب ولا يعجزها هارب ، حتى أن الرجل ليقوم فيتعوذ منها بالصلاة فتأتيه من خلفه فتقول : يا فلان الآن تصلي ؟ فيقبل عليها بوجهه فتسمه في وجهه ، فيتجاور الناس في ديارهم ، ويصطحبون في أسفارهم ، ويشتركون في الأموال ، يعرف الكافر من المؤمن ، فيقال للمؤمن : يا مؤمن ، ويقال للكافر : يا كافر "

أخبرنا أبو سعيد الشريحي ، أخبرنا أبو إسحاق الثعلبي ، أخبرني الحسن بن محمد ، أخبرنا أبو بكر بن مالك القطيعي ، أخبرنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، أخبرنا أبي ، حدثنا بهز ، حدثنا حماد ، هو ابن أبي سلمة ، أخبرنا علي بن زيد ، عن أوس بن خالد ، عن أبي هريرة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : " تخرج الدابة ومعها عصا موسى وخاتم سليمان ، فتجلو وجه المؤمن بالعصا وتختم أنف الكافر بالخاتم ، حتى إن أهل الخوان ليجتمعون فيقول هذا يا مؤمن ويقول هذا يا كافر " . وروي عن علي قال : ليست بدابة لها ذنب ، ولكن لها لحية ، كأنه يشير إلى أنه رجل والأكثرون على أنها دابة . وروى ابن جريج عن أبي الزبير أنه وصف الدابة فقال : رأسها رأس الثور وعينها عين الخنزير ، وأذنها أذن فيل ، وقرنها قرن أيل ، وصدرها صدر أسد ، ولونها لون نمر ، وخاصرتها خاصرة هر وذنبها ذنب كبش ، وقوائمها قوائم بعير ، بين كل مفصلين اثنا عشر ذراعا ، ومعها عصا موسى ، وخاتم سليمان ، فلا يبقى مؤمن إلا نكتته في مسجده بعصا موسى نكتة بيضاء يضيء بها وجهه ، ولا يبقى كافر إلا نكتت وجهه بخاتم سليمان فيسود بها وجهه ، حتى إن الناس يتبايعون في الأسواق : بكم يا مؤمن ؟ بكم يا كافر ؟ ثم تقول لهم الدابة : يا فلان أنت من أهل الجنة ، ويا فلان أنت من أهل النار ، فذلك قوله - عز وجل - : ( وإذا وقع القول عليهم أخرجنا لهم دابة من الأرض ) الآية .

أخبرنا أبو سعيد الشريحي ، أخبرنا أبو إسحاق الثعلبي ، أخبرني عقيل بن محمد الجرجاني الفقيه ، أخبرنا أبو الفرج المعافى بن زكريا البغدادي ، أخبرنا أبو جعفر محمد بن جرير الطبري ، أخبرنا أبو كريب ، أخبرنا الأشجعي ، عن فضيل بن مرزوق ، عن عطية ، عن ابن عمر قال : تخرج الدابة من صدع في الصفا كجري الفرس ثلاثة أيام وما خرج ثلثها . وبه عن محمد بن جرير الطبري قال : حدثني عصام بن داود بن الجراح ، حدثنا أبي ، حدثنا سفيان بن سعيد ، أخبرنا منصور بن المعتمر عن ربعي بن حراش عن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه قال : ذكر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الدابة ، قلت : يا رسول الله من أين تخرج ؟ قال : " من أعظم المساجد حرمة على الله ، بينما عيسى يطوف بالبيت ومعه المسلمون إذ تضرب الأرض تحتهم ، وتنشق الصفا مما يلي المشعر ، وتخرج الدابة من الصفا أول ما يبدر منها رأسها ملمعة ذات وبر وريش ، لن يدركها طالب ولن يفوتها هارب ، تسمي الناس مؤمنا وكافرا ، أما المؤمن فتترك وجهه كأنه كوكب دري وتكتب بين عينيه مؤمن ، وأما الكافر فتنكت بين عينيه نكتة سوداء ، وتكتب بين عينيه كافر " . وروي عن ابن عباس : أنه قرع الصفا بعصاه وهو محرم ، وقال : إن الدابة لتسمع قرع عصاي هذه . وعن عبد الله بن عمر ، قال : تخرج الدابة من شعب فيمس رأسها في السحاب ورجلاها في الأرض ما خرجتا ، فتمر بالإنسان يصلي فتقول : ما الصلاة من حاجتك ، فتخطمه .

وعن ابن عمر قال : تخرج الدابة ليلة جمع الناس والناس يسيرون إلى منى . وعن سهيل بن صالح عن أبيه عن أبي هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : " بئس الشعب شعب أجياد " ، مرتين أو ثلاثا ، قيل : ولم ذلك يا رسول الله ؟ قال : " تخرج منه الدابة فتصرخ ثلاث صرخات يسمعها من بين الخافقين " وقال وهب : وجهها وجه رجل وسائر خلقها كخلق الطير ، فتخبر من رآها أن أهل مكة كانوا بمحمد والقرآن لا يوقنون .
ابن كثير : ۞ وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِّنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كَانُوا بِآيَاتِنَا لَا يُوقِنُونَ

هذه الدابة تخرج في آخر الزمان عند فساد الناس وتركهم أوامر الله وتبديلهم الدين الحق ، يخرج الله لهم دابة من الأرض - قيل : من مكة . وقيل : من غيرها . كما سيأتي تفصيله - فتكلم الناس على ذلك .

قال ابن عباس ، والحسن ، وقتادة - وروي عن علي رضي الله عنه - : تكلمهم كلاما أي : تخاطبهم مخاطبة .

وقال عطاء الخراساني : تكلمهم فتقول لهم : إن الناس كانوا بآياتنا لا يوقنون . ويروى هذا عن علي ، واختاره ابن جرير . وفي هذا [ القول ] نظر لا يخفى ، والله أعلم .

وقال ابن عباس - في رواية - تجرحهم . وعنه رواية ، قال : كلا تفعل يعني هذا وهذا ، وهو قول حسن ، ولا منافاة ، والله أعلم .

وقد ورد في ذكر الدابة أحاديث وآثار كثيرة ، فلنذكر ما تيسر منها ، والله المستعان :

قال الإمام أحمد : حدثنا سفيان ، عن فرات ، عن أبي الطفيل ، عن حذيفة بن أسيد الغفاري قال : أشرف علينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من غرفة ونحن نتذاكر أمر الساعة فقال : لا تقوم الساعة حتى تروا عشر آيات : طلوع الشمس من مغربها ، والدخان ، والدابة ، وخروج يأجوج ومأجوج ، وخروج عيسى ابن مريم ، والدجال ، وثلاثة خسوف : خسف بالمغرب ، وخسف بالمشرق ، وخسف بجزيرة العرب ، ونار تخرج من قعر عدن تسوق - أو : تحشر - الناس ، تبيت معهم حيث باتوا ، وتقيل معهم حيث قالوا " .

وهكذا رواه مسلم وأهل السنن ، من طرق ، عن فرات القزاز ، عن أبي الطفيل عامر بن واثلة ، عن حذيفة موقوفا . وقال الترمذي : حسن صحيح . ورواه مسلم أيضا من حديث عبد العزيز بن رفيع ، عن أبي الطفيل ، عنه مرفوعا . والله أعلم .

طريق أخرى : قال أبو داود الطيالسي ، عن طلحة بن عمرو ، وجرير بن حازم ، فأما طلحة فقال : أخبرني عبد الله بن عبيد الله بن عمير الليثي : أن أبا الطفيل حدثه ، عن حذيفة بن أسيد الغفاري أبي سريحة ، وأما جرير فقال : عن عبد الله بن عبيد ، عن رجل من آل عبد الله بن مسعود - وحديث طلحة أتم وأحسن - قال : ذكر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الدابة فقال : " لها ثلاث خرجات من الدهر ، فتخرج خرجة من أقصى البادية ، ولا يدخل ذكرها القرية - يعني : مكة - ثم تكمن زمانا طويلا ثم تخرج خرجة أخرى دون تلك ، فيعلو ذكرها في أهل البادية ، ويدخل ذكرها القرية " يعني : مكة . - قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " ثم بينما الناس في أعظم المساجد على الله حرمة وأكرمها : المسجد الحرام ، لم يرعهم إلا وهي ترغو بين الركن والمقام ، تنفض عن رأسها التراب ، فارفض الناس عنها شتى ومعا ، وبقيت عصابة من المؤمنين ، وعرفوا أنهم لم يعجزوا الله ، فبدأت بهم فجلت وجوههم حتى جعلتها كأنها الكوكب الدري ، وولت في الأرض لا يدركها طالب ، ولا ينجو منها هارب ، حتى إن الرجل ليتعوذ منها بالصلاة ، فتأتيه من خلفه فتقول : يا فلان ، الآن تصلي ؟ فيقبل عليها فتسمه في وجهه ، ثم تنطلق ويشترك الناس في الأموال ، ويصطحبون في الأمصار ، يعرف المؤمن من الكافر ، حتى إن المؤمن ليقول : يا كافر ، اقضني حقي . وحتى إن الكافر ليقول : يا مؤمن ، اقضني حقي " .

ورواه ابن جرير من طريقين ، عن حذيفة بن أسيد موقوفا فالله أعلم . ورواه من رواية حذيفة بن اليمان مرفوعا ، وأن ذلك في زمان عيسى ابن مريم ، وهو يطوف بالبيت ، ولكن إسناده لا يصح .

حديث آخر : قال مسلم بن الحجاج : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ، حدثنا محمد بن بشر ، عن أبي حيان ، عن أبي زرعة ، عن عبد الله بن عمرو قال : حفظت من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حديثا لم أنسه بعد : سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : " إن أول الآيات خروجا طلوع الشمس من مغربها ، وخروج الدابة على الناس ضحى ، وأيتهما ما كانت قبل صاحبتها ، فالأخرى على إثرها قريبا " .

حديث آخر : روى مسلم في صحيحه من حديث العلاء بن عبد الرحمن بن يعقوب - مولى الحرقة - عن أبيه : عن أبي هريرة ، رضي الله عنه ، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : " بادروا بالأعمال ستا : طلوع الشمس من مغربها ، أو الدخان ، أو الدجال ، أو الدابة ، أو خاصة أحدكم ، أو أمر العامة " . وله من حديث قتادة ، عن الحسن ، عن زياد بن رباح ، عن أبي هريرة ، رضي الله عنه ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : " بادروا بالأعمال ستا : الدجال ، والدخان ، ودابة الأرض ، وطلوع الشمس من مغربها ، وأمر العامة وخويصة أحدكم " .

حديث آخر : قال ابن ماجة : حدثنا حرملة بن يحيى ، حدثنا ابن وهب ، أخبرني عمرو بن الحارث وابن لهيعة ، عن يزيد بن أبي حبيب ، عن سنان بن سعد ، عن أنس بن مالك ، رضي الله عنه ، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : " بادروا بالأعمال ستا : طلوع الشمس من مغربها ، والدخان ، ودابة الأرض ، والدجال ، وخويصة أحدكم ، وأمر العامة " . تفرد به .

حديث آخر : قال أبو داود الطيالسي أيضا : حدثنا حماد بن سلمة ، عن علي بن زيد ، عن أوس بن خالد ، عن أبي هريرة ، رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " تخرج دابة الأرض ، ومعها عصا موسى وخاتم سليمان ، عليهما السلام ، فتخطم أنف الكافر بالعصا ، وتجلي وجه المؤمن بالخاتم ، حتى يجتمع الناس على الخوان يعرف المؤمن من الكافر " .

ورواه الإمام أحمد ، عن بهز وعفان ويزيد بن هارون ، ثلاثتهم عن حماد بن سلمة ، به . وقال : " فتخطم أنف الكافر بالخاتم ، وتجلو وجه المؤمن بالعصا ، حتى إن أهل الخوان الواحد ليجتمعون فيقول هذا : يا مؤمن ، ويقول هذا : يا كافر " .

ورواه ابن ماجة ، عن أبي بكر بن أبي شيبة ، عن يونس بن محمد المؤدب ، عن حماد بن سلمة ، به .

حديث آخر : قال ابن ماجة : حدثنا أبو غسان محمد بن عمرو ، حدثنا أبو تميلة ، حدثنا خالد بن عبيد ، حدثنا عبد الله بن بريدة ، عن أبيه قال : ذهب بي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى موضع بالبادية ، قريب من مكة ، فإذا أرض يابسة حولها رمل ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " تخرج الدابة من هذا الموضع . فإذا فتر في شبر " .

قال ابن بريدة : فحججت بعد ذلك بسنين ، فأرانا عصا له ، فإذا هو بعصاي هذه ، كذا وكذا .

وقال عبد الرزاق عن معمر ، عن قتادة ; أن ابن عباس قال : هي دابة ذات زغب ، لها أربع قوائم ، تخرج من بعض أودية تهامة .

وقال ابن أبي حاتم : حدثنا أبي ، حدثنا عبد الله بن رجاء ، حدثنا فضيل بن مرزوق ، عن عطية قال : قال عبد الله : تخرج الدابة من صدع من الصفا كجري الفرس ثلاثة أيام ، لم يخرج ثلثها .

وقال محمد بن إسحاق ، عن أبان بن صالح قال : سئل عبد الله بن عمرو عن الدابة ، فقال : الدابة تخرج من تحت صخرة بجياد ، والله لو كنت معهم - أو لو شئت بعصاي الصخرة التي تخرج الدابة من تحتها . قيل : فتصنع ماذا يا عبد الله بن عمرو ؟ قال : تستقبل المشرق فتصرخ صرخة تنفذه ، ثم تستقبل الشام فتصرخ صرخة تنفذه ، ثم تستقبل المغرب فتصرخ صرخة تنفذه ، ثم تستقبل اليمن فتصرخ صرخة تنفذه ، ثم تروح من مكة فتصبح بعسفان . قيل : ثم ماذا ؟ قال : لا أعلم .

وعن عبد الله بن عمر ، أنه قال : تخرج الدابة ليلة جمع . ورواه ابن أبي حاتم . وفي إسناده ابن البيلمان .

وعن وهب بن منبه : أنه حكى من كلام عزير ، عليه السلام ، أنه قال : وتخرج من تحت سدوم دابة تكلم الناس كل يسمعها ، وتضع الحبالى قبل التمام ، ويعود الماء العذب أجاجا ، ويتعادى الأخلاء ، وتحرق الحكمة ، ويرفع العلم ، وتكلم الأرض التي تليها . وفي ذلك الزمان يرجو الناس ما لا يبلغون ، ويتعبون فيما لا ينالون ، ويعملون فيما لا يأكلون . رواه ابن أبي حاتم ، عنه .

وقال ابن أبي حاتم : حدثنا أبي ، حدثنا أبو صالح - كاتب الليث - حدثني معاوية بن صالح ، عن أبي مريم : أنه سمع أبا هريرة ، رضي الله عنه ، يقول : إن الدابة فيها من كل لون ، ما بين قرنيها فرسخ للراكب .

وقال ابن عباس : هي مثل الحربة الضخمة .

وعن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ، رضي الله عنه ، أنه قال : إنها دابة لها ريش وزغب وحافر ، وما لها ذنب ، ولها لحية ، وإنها لتخرج حضر الفرس الجواد ثلاثا ، وما خرج ثلثها . ورواه ابن أبي حاتم .

وقال ابن جريج ، عن ابن الزبير أنه وصف الدابة فقال : رأسها رأس ثور ، وعينها عين خنزير ، وأذنها أذن فيل ، وقرنها قرن أيل ، وعنقها عنق نعامة ، وصدرها صدر أسد ، ولونها لون نمر ، وخاصرتها خاصرة هر ، وذنبها ذنب كبش ، وقوائمها قوائم بعير ، بين كل مفصلين اثنا [ عشر ] ذراعا ، تخرج معها عصا موسى ، وخاتم سليمان ، فلا يبقى مؤمن إلا نكتت في وجهه بعصا موسى نكتة بيضاء ، فتفشو تلك النكتة حتى يبيض لها وجهه ، ولا يبقى كافر إلا نكتت في وجهه نكتة سوداء بخاتم سليمان ، فتفشو تلك النكتة حتى يسود لها وجهه ، حتى إن الناس يتبايعون في الأسواق : بكم ذا يا مؤمن ، بكم ذا يا كافر ؟ وحتى إن أهل البيت يجلسون على مائدتهم ، فيعرفون مؤمنهم من كافرهم ، ثم تقول لهم الدابة : يا فلان ، أبشر ، أنت من أهل الجنة ، ويا فلان ، أنت من أهل النار . فذلك قول الله تعالى : ( وإذا وقع القول عليهم أخرجنا لهم دابة من الأرض تكلمهم أن الناس كانوا بآياتنا لا يوقنون ) .
القرطبى : ۞ وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِّنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كَانُوا بِآيَاتِنَا لَا يُوقِنُونَ

قوله تعالى : وإذا وقع القول عليهم أخرجنا لهم دابة من الأرض تكلمهم : اختلف في معنى وقع القول وفي ( الدابة ) فقيل : معنى وقع القول عليهم وجب الغضب عليهم ; قاله قتادة . وقال مجاهد : أي حق القول عليهم بأنهم لا يؤمنون . وقال ابن عمر وأبو سعيد الخدري رضي الله عنهما : إذا لم يأمروا بالمعروف وينهوا عن المنكر وجب السخط عليهم . وقال عبد الله بن مسعود : ( وقع القول ) يكون بموت العلماء وذهاب العلم ورفع القرآن . قال عبد الله : أكثروا تلاوة القرآن قبل أن يرفع ، قالوا : هذه المصاحف ترفع ، فكيف بما في صدور الرجال ؟ قال : يسرى عليه ليلا فيصبحون منه قفرا ، وينسون لا إله إلا الله ، ويقعون في قول الجاهلية وأشعارهم ، وذلك حين يقع القول عليهم .

قلت : أسنده أبو بكر البزار قال : حدثنا عبد الله بن يوسف الثقفي قال : حدثنا عبد المجيد بن عبد العزيز عن موسى بن عبيدة عن صفوان بن سليم عن ابن لعبد الله بن مسعود رضي الله عنه عن أبيه أنه قال : أكثروا من زيارة هذا البيت من قبل أن يرفع وينسى الناس مكانه ; وأكثروا تلاوة القرآن من قبل أن يرفع ; قالوا : يا أبا عبد الرحمن هذه المصاحف ترفع فكيف بما في صدور الرجال ؟ قال : فيصبحون فيقولون كنا نتكلم بكلام ونقول قولا . فيرجعون إلى شعر الجاهلية وأحاديث الجاهلية ، وذلك حين يقع القول عليهم . وقيل : القول هو قوله تعالى : ولكن حق القول مني لأملأن جهنم فوقوع القول وجوب العقاب على هؤلاء ،

فإذا صاروا إلى حد لا تقبل توبتهم ولا يولد لهم ولد مؤمن فحينئذ تقوم القيامة ; ذكره القشيري . وقول سادس : قالت حفصة بنت سيرين سألت أبا العالية عن قول الله تعالى : وإذا وقع القول عليهم أخرجنا لهم دابة من الأرض تكلمهم فقال : أوحى الله إلى نوح أنه لن يؤمن من قومك إلا من قد آمن وكأنما كان على وجهي غطاء فكشف . قال النحاس : وهذا من حسن الجواب ; لأن الناس ممتحنون ومؤخرون لأن فيهم مؤمنين وصالحين ، ومن قد علم الله عز وجل أنه سيؤمن ويتوب ; فلهذا أمهلوا وأمرنا بأخذ الجزية ، فإذا زال هذا وجب القول عليهم ، فصاروا كقوم نوح حين قال الله تعالى : إنه لن يؤمن من قومك إلا من قد آمن .

قلت : وجميع الأقوال عند التأمل ترجع إلى معنى واحد . والدليل عليه آخر الآية إن الناس كانوا بآياتنا لا يوقنون وقرئ : ( أن ) بفتح الهمزة وسيأتي . وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ثلاث إذا خرجن لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرا : طلوع الشمس من مغربها والدجال ودابة الأرض وقد مضى . واختلف في تعيين هذه الدابة وصفتها ومن أين تخرج اختلافا كثيرا قد ذكرناه في كتاب ( التذكرة ) ونذكره هنا إن شاء الله تعالى مستوفى . فأول الأقوال أنه فصيل ناقة صالح وهو أصحها - والله أعلم - لما ذكره أبو داود الطيالسي في مسنده عن حذيفة قال : ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم الدابة فقال : لها ثلاث خرجات من الدهر فتخرج في أقصى البادية ولا يدخل ذكرها القرية - يعني مكة - ثم تكمن زمانا طويلا ثم تخرج خرجة أخرى دون ذلك فيفشو ذكرها في البادية ويدخل ذكرها القرية . يعني مكة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ثم بينما الناس في أعظم المساجد على الله حرمة خيرها وأكرمها على الله المسجد الحرام لم يرعهم إلا وهي ترغو بين الركن والمقام تنفض عن رأسها التراب فارفض الناس منها شتى ومعا وتثبت عصابة من المؤمنين وعرفوا أنهم لن يعجزوا الله فبدأت بهم فجلت وجوههم حتى جعلتها كأنها الكوكب الدري وولت في الأرض لا يدركها طالب ولا ينجو منها هارب حتى إن الرجل ليتعوذ منها بالصلاة فتأتيه من خلفه فتقول : يا فلان الآن تصلي ؟ فتقبل عليه فتسمه في وجهه ثم تنطلق ويشترك الناس في الأموال ويصطلحون في الأمصار يعرف المؤمن من الكافر حتى إن المؤمن يقول : يا كافر اقض حقي . وموضع الدليل من هذا الحديث أنه الفصيل قوله : وهي ترغو . والرغاء إنما هو للإبل ; وذلك أن الفصيل لما قتلت الناقة هرب فانفتح له حجر فدخل في جوفه ثم انطبق عليه ، فهو فيه حتى يخرج بإذن الله عز وجل . وروي أنها دابة مزغبة شعراء ، ذات قوائم طولها ستون ذراعا ، ويقال إنها الجساسة ; وهو قول عبد الله بن عمر وروي عن ابن عمر أنها على خلقة الآدميين ; وهي في السحاب وقوائمها في الأرض . وروي أنها جمعت من خلق كل حيوان . وذكر الماوردي والثعلبي : رأسها رأس ثور ، وعينها عين خنزير ، وأذنها أذن فيل ، وقرنها قرن أيل ، وعنقها عنق نعامة ، وصدرها صدر أسد ، ولونها لون نمر ، وخاصرتها خاصرة هر ، وذنبها ذنب كبش ، وقوائمها قوائم بعير بين كل مفصل ومفصل اثنا عشر ذراعا - الزمخشري : بذراع آدم عليه السلام - ويخرج معها عصا موسى وخاتم سليمان ، فتنكت في وجه المسلم بعصا موسى نكتة بيضاء فيبيض وجهه ، وتنكت في وجه الكافر بخاتم سليمان عليه السلام فيسود وجهه ; قاله ابن الزبير رضي الله عنهما . وفي كتاب النقاش عن ابن عباس رضي الله عنهما : إن الدابة الثعبان المشرف على جدار الكعبة التي اقتلعتها العقاب حين أرادت قريش بناء الكعبة . وحكى الماوردي عن محمد بن كعب عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنه سئل عن الدابة فقال : أما والله ما لها ذنب وإن لها للحية . قال الماوردي : وفي هذا القول منه إشارة إلى أنها من الإنس وإن لم يصرح به .

قلت : ولهذا - والله أعلم - قال بعض المتأخرين من المفسرين : إن الأقرب أن تكون هذه الدابة إنسانا متكلما يناظر أهل البدع والكفر ويجادلهم لينقطعوا ، فيهلك من هلك عن بينة : ويحيا من حيي عن بينة . قال شيخنا الإمام أبو العباس أحمد بن عمر القرطبي في كتاب ( المفهم ) له : وإن ما كان عند هذا القائل الأقرب لقوله تعالى : ( تكلمهم ) وعلى هذا فلا يكون في هذه الدابة آية خاصة خارقة للعادة ، ولا يكون من العشر الآيات المذكورة في الحديث ; لأن وجود المناظرين والمحتجين على أهل البدع كثير ، فلا آية خاصة بها فلا ينبغي أن تذكر مع العشر ، وترتقع خصوصية وجودها إذا وقع القول ، ثم فيه العدول عن تسمية هذا الإنسان المناظر الفاضل العالم الذي على أهل الأرض أن يسموه باسم الإنسان أو بالعالم أو بالإمام إلى أن يسمى بدابة ; وهذا خروج عن عادة الفصحاء ، وعن تعظيم العلماء ، وليس ذلك دأب العقلاء ; فالأولى ما قاله أهل التفسير ، والله أعلم بحقائق الأمور .

قلت : قد رفع الإشكال في هذه الدابة ما ذكرناه من حديث حذيفة فليعتمد عليه ، واختلف من أي موضع تخرج ، فقال عبد الله بن عمر : تخرج من جبل الصفا بمكة ; يتصدع فتخرج منه . قال عبد الله بن عمرو نحوه وقال : لو شئت أن أضع قدمي على موضع خروجها لفعلت وروي في خبر عن النبي صلى الله عليه وسلم : إن الأرض تنشق عن الدابة وعيسى عليه السلام يطوف بالبيت ومعه المسلمون من ناحية المسعى وإنها تخرج من الصفا فتسم بين عيني المؤمن هو مؤمن سمة كأنها كوكب دري وتسم بين عيني الكافر نكتة سوداء : كافر وذكر في الخبر أنها ذات وبر وريش ; ذكره المهدوي . وعن ابن عباس أنها تخرج من شعب فتمس رأسها السحاب ورجلاها في الأرض لم تخرجا ، وتخرج ومعها عصا موسى وخاتم سليمان عليهما السلام . وعن حذيفة : تخرج ثلاث خرجات ; خرجة في بعض البوادي ثم تكمن ، وخرجة في القرى يتقاتل فيها الأمراء حتى تكثر الدماء ، وخرجة من أعظم المساجد وأكرمها وأشرفها وأفضلها الزمخشري : تخرج من بين الركن حذاء دار بني مخزوم عن يمين الخارج من المسجد ; فقوم يهربون ، وقوم يقفون نظارة . وروي عن قتادة أنها تخرج في تهامة . وروي أنها تخرج من مسجد الكوفة من حيث فار تنور نوح عليه السلام . وقيل : من أرض الطائف ; قال أبو قبيل : ضرب عبد الله بن عمرو أرض الطائف برجله وقال : من هنا تخرج الدابة التي تكلم الناس وقيل : من بعض أودية تهامة ; قاله ابن عباس وقيل : من صخرة من شعب أجياد ; قاله عبد الله بن عمرو . وقيل : من بحر سدوم ; قاله وهب بن منبه . ذكر هذه الأقوال الثلاثة الأخيرة الماوردي في كتابه . وذكر البغوي أبو القاسم عبد الله بن محمد بن عبد العزيز قال : حدثنا علي بن الجعد عن فضيل بن مرزوق الرقاشي الأغر - وسئل عنه يحيى بن معين فقال ثقة - عن عطية العوفي عن ابن عمر قال : تخرج الدابة من صدع في الكعبة كجري الفرس ثلاثة أيام لا يخرج ثلثها .

قلت : فهذه أقوال الصحابة والتابعين في خروج الدابة وصفتها ، وهي ترد قول من قال من المفسرين : إن الدابة إنما هي إنسان متكلم يناظر أهل البدع والكفر وقد روى أبو أمامة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : تخرج الدابة فتسم الناس على خراطيمهم ذكره الماوردي . تكلمهم بضم التاء وشد اللام المكسورة - من الكلام - قراءة العامة ; يدل عليه قراءة أبي ( تنبئهم ) . وقال السدي : تكلمهم ببطلان الأديان سوى دين الإسلام . وقيل : تكلمهم بما يسوءهم . وقيل : تكلمهم بلسان ذلق فتقول بصوت يسمعه من قرب وبعد ( إن الناس كانوا بآياتنا لا يوقنون ) أي بخروجي ; لأن خروجها من الآيات . وتقول : ألا لعنة الله على الظالمين . وقرأ أبو زرعة وابن عباس والحسن وأبو رجاء : ( تكلمهم ) بفتح التاء من ( الكلم ) وهو الجرح قال عكرمة : أي تسمهم . وقال أبو الجوزاء : سألت ابن عباس عن هذه الآية تكلمهم أو ( تكلمهم ) ؟ فقال : هي والله ( تكلمهم ) و ( تكلمهم ) تكلم المؤمن وتكلم الكافر والفاجر أي تجرحه . وقال أبو حاتم : ( تكلمهم ) كما تقول : تجرحهم ; يذهب إلى أنه تكثير من ( تكلمهم ) . أن الناس كانوا بآياتنا لا يوقنون وقرأ الكوفيون وابن أبي إسحاق ويحيى : ( أن ) بالفتح . وقرأ أهل الحرمين وأهل الشام وأهل البصرة : ( إن ) بكسر الهمزة . قال النحاس : في المفتوحة قولان وكذا المكسورة ; قال الأخفش : المعنى ( بأن ) وكذا قرأ ابن مسعود ( بأن ) وقال أبو عبيدة : موضعها نصب بوقوع الفعل عليها ; أي تخبرهم أن الناس . وقرأ الكسائي والفراء : ( إن الناس ) بالكسر على الاستئناف وقال الأخفش : هي بمعنى : تقول : إن الناس ; يعني الكفار بآياتنا لا يوقنون يعني بالقرآن وبمحمد صلي الله عليه وسلم ، وذلك حين لا يقبل الله من كافر إيمانا ولم يبق إلا مؤمنون وكافرون في علم الله قبل خروجها ; والله أعلم .
الطبرى : ۞ وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِّنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كَانُوا بِآيَاتِنَا لَا يُوقِنُونَ

حدثني محمد بن عمرو, قال: ثنا أبو عاصم, قال: ثنا عيسى; وحدثني الحارث, قال: ثنا الحسن, قال: ثنا ورقاء جميعًا, عن ابن أبي نجيح, عن مجاهد, قوله: (وإذا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ ) قال: حقّ عليهم.

حدثنا بشر, قال: ثنا يزيد, قال: ثنا سعيد, عن قَتادة, قوله: (وإذا وقع الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ ) يقول: إذا وجب القول عليهم.

حدثنا القاسم, قال: ثنا الحسين, قال: ثني حجاج, عن ابن جُرَيج, عن مجاهد: (وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ ) قال: حقّ العذاب.

قال ابن جُرَيج: القول: العذاب.

*ذكر من قال قولنا في معنى القول.

حدثنا بشر, قال: ثنا يزيد, قال: ثنا سعيد, عن قتادة: (وإذا وقع القول عَلَيْهِمْ ) والقول: الغضب.

حدثني يعقوب بن إبراهيم, قال: ثنا ابن علية, عن هشام, عن حفصة, قالت: سألت أبا العالية, عن قوله: (وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ ) فقال: أوحى الله إلى نوح أَنَّهُ لَنْ يُؤْمِنَ مِنْ قَوْمِكَ إِلا مَنْ قَدْ آمَنَ قالت: فكأنما كان على وجهي غطاء فكشف.

وقال جماعة من أهل العلم: خروج هذه الدابة التي ذكرها حين لا يأمر الناس بمعروف ولا ينهون عن منكر.

*ذكر من قال ذلك:

حدثنا أبو كُرَيب, قال: ثنا الأشجعي, عن سفيان, عن عمرو بن قيس, عن عطية العوفي, عن ابن عمر في قوله: ( وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِنَ الأرْضِ ) قال: هو حين لا يأمرون بمعروف ولا ينهون عن منكر.

حدثني يعقوب بن إبراهيم, قال: ثنا محمد بن الحسن أبو الحسن, قال: ثنا عمرو بن قيس الملائي, عن عطية, عن ابن عمر, في قوله: ( وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِنَ الأرْضِ ) قال: ذاك إذا ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

حدثنا ابن بشار, قال: ثنا أبو أحمد, قال: ثنا سفيان, عن عمرو بن قيس, عن عطية, عن ابن عمر, في قوله: (أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِنَ الأرْضِ تُكَلِّمُهُمْ ) قال: حين لا يأمرون بالمعروف, ولا ينهون عن المنكر.

حدثني محمد بن عمرو المقدسي, قال: ثنا أشعث بن عبد الله السجستاني, قال: ثنا شعبة, عن عطية, في قوله: (وإذا وقع القول عليهم أخرجنا لهم دابة من الأرض تُكَلِّمُهُمْ ) قال: إذا لم يعرفوا معروفا, ولم ينكروا منكرا.

وذُكر أن الأرض التي تخرج منها الدابة مكة.

*ذكر من قال ذلك:

حدثنا أبو كُرَيب, قال: ثني الأشجعي, عن فضيل بن مرزوق, عن عطية, عن ابن عمر, قال: تخرج الدابة من صَدع في الصفا، كجري الفرس ثلاثة أيام وما خرج ثلثها.

حدثنا ابن حميد, قال: ثنا الحكم بن بشير, قال: ثنا عمرو بن قيس, عن الفرات القزاز, عن عامر بن واثلة أبي الطفيل, عن حُذيفة بن أسيد الغفاري, قال: إن الدابة حين تخرج يراها بعض الناس فيقولون: والله لقد رأينا الدابة, حتى يبلغ ذلك الإمام, فيطلب فلا يقدر على شيء. قال: ثم تخرج فيراها الناس, فيقولون: والله لقد رأيناها, فيبلغ ذلك الإمام فيطلب فلا يرى شيئا, فيقول: أما إني إذا حدث الذي يذكرها قال: حتى يعدّ فيها القتل, قال: فتخرج, فإذا رآها الناس دخلوا المسجد يصلون, فتجيء إليهم فتقول: الآن تصلون, فتخطم الكافر, وتمسح على جبين المسلم غرّة, قال: فيعيش الناس زمانا يقول هذا: يا مؤمن, وهذا: يا كافر.

حدثنا القاسم, قال: ثنا الحسين, قال: ثنا عثمان بن مطر, عن واصل مولى أبي عيينة, عن أبي الطفيل, عن حُذيفة, وأبي سفيان, ثنا عن معمر, عن قيس بن سعد, عن أبي الطفيل, عن حُذيفة بن أسيد, في قوله: (أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِنَ الأرْضِ تُكَلِّمُهُمْ ) قال: للدابة ثلاث خرجات: خرجة في بعض البوادي ثم تكمن, وخرجة في بعض القُرى حين يهرَيق فيها الأمراء الدماء, ثم تكمن, فبينا الناس عند أشرف المساجد وأعظمها وأفضلها, إذ ارتفعت بهم الأرض, فانطلق الناس هرابا, وتبقى طائفة من المؤمنين, ويقولون: إنه لا ينجينا من الله شيء, فتخرج عليهم الدابة تجلو وجوههم مثل الكوكب الدرّيّ، ثم تنطلق فلا يدركها طالب ولا يفوتها هارب, وتأتي الرجل يصلي, فتقول: والله ما كنت من أهل الصلاة, فيلتفت إليها فتخطمه, قال: تجلو وجه المؤمن, وتخطم الكافر, قلنا: فما الناس يومئذٍ؟ قال: جيران في الرباع, وشركاء في الأموال, وأصحاب في الأسفار.

حدثني أبو السائب, قال: ثنا ابن فضيل, عن الوليد بن جميع, عن عبد الملك بن المُغيرة, عن عبد الرحمن بن البيلماني, عن ابن عمر: يبيت الناس يسيرون إلى جمع, وتبيت دابة الأرض تسايرهم, فيصبحون وقد خطمتهم من رأسها وذنبها, فما من مؤمن إلا مسحته, ولا من كافر ولا منافق إلا تخبطه.

حدثنا مجاهد بن موسى, قال: ثنا يزيد, قال: ثنا الخيبري, عن حيان بن عمير, عن حسان بن حمصة, قال: سمعت عبد الله بن عمرو يقول: لو شئت لانتعلت بنعليّ هاتين, فلم أمسّ الأرض قاعدا حتى أقف على الأحجار التي تخرج الدابة من بينها, ولكأني بها قد خرجت في عقب ركب من الحاجِّ, قال: فما حججت قطّ إلا خفت تخرج بعقبنا.

حدثنا عمرو بن عبد الحميد الآملي, قال: ثنا أبو أسامة, عن هشام, عن قيس بن سعد, عن عطاء, قال: رأيت عبد الله بن عمرو, وكان منـزله قريبا من الصفا, رفع قدمه وهو قائم, وقال: لو شئت لم أضعها حتى أضعها على المكان الذي تخرج منه الدابة.

حدثنا عصام بن روّاد بن الجراح, قال: ثنا أبي, قال: ثنا سفيان بن سعيد الثوريّ, قال: ثنا منصور بن المعتمر, عن ربعي بن حراش, قال: سمعت حُذيفة بن اليمان يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: وذكر الدابة, فقال حُذيفة: قلت يا رسول الله, من أين تخرج؟ قال: " مِنْ أَعْظَمِ المَساجِدِ حُرْمَةً عَلى اللهِ, بَيْنَما عِيسَى يَطُوفُ بالبَيْتِ وَمَعَهُ المُسْلِمُونَ, إذْ تَضْطَرِبُ الأرْضُ تحْتَهُمْ, تَحَرُّكَ القِنْديلِ, وَيَنْشَق الصَّفا ممَّا يَلي المَسْعَى, وَتَخْرُجُ الدَّابَّةُ مِنَ الصَّفا، أوَّلُ ما يَبْدُو رأْسُها، مُلَمَّعَةٌ ذَاتُ وَبَرٍ وَرِيشٍ, لَمْ يُدْرِكْها طالبٌ, وَلَنْ يَفُوتَها هاربٌ, تَسِمُ النَّاسَ مُؤْمِنٌ وكافِرٌ, أمَّا المُؤْمِنُ فَتَتْرُكُ وَجْهَهُ كَأَنَّهُ كَوْكَبٌ دُرّيّ, وتَكْتُبُ بينَ عَيْنَيْهِ مُؤْمِنٌ , وأمَّا الكافُِر فَتَنْكُتُ بينَ عَيْنَيْهِ نُكْتَةٌ سَوْدَاء كافِرٌ".

حدثنا القاسم, قال: ثنا الحسين, قال: ثنا أبو الحسين, عن حماد بن سلمة, عن علي بن زيد بن جدعان, عن أوس بن خالد, عن أبي هريرة, قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " تَخْرُجُ الدَّابَّةُ مَعَهَا خَاتَمُ سُلَيْمَانَ وَعَصَا مُوسَى, فَتَجْلُو وَجْهَ المُؤْمِنِ بالْعَصَا, وَتَخْتِمُ أنْفَ الكَافِرِ بِالْخَاتَمِ, حَتَّى إنَّ أَهْلَ البَيْتِ لَيَجْتَمِعُونَ فَيَقُولُ هذَا: يا مُؤْمِنُ, وَيَقُولُ هَذَا: يا كافِرُ".

قال: ثنا الحسين, قال: ثنا أبو سفيان, عن معمر, عن قَتادة, قال: هي دابة ذات زغب وريش, ولها أربع قوائم تخرج من بعض أودية تهامة, قال: قال عبد الله بن عمر: إنها تنكت في وجه الكافر نكتة سوداء, فتفشو في وجهه, فيسودّ وجهه, وتنكت في وجه المؤمن نكتة بيضاء فتفشو في وجه, حتى يبيضّ وجهه, فيجلس أهل البيت على المائدة, فيعرفون المؤمن من الكافر, ويتبايعون في الأسواق, فيعرفون المؤمن من الكافر.

حدثني ابن عبد الرحيم البرقي, قال: ثنا ابن أبي مريم, قال: ثنا ابن لهيعة ويحيى بن أيوب, قالا ثنا ابن الهاد, عن عمر بن الحكم, أنه سمع عبد الله بن عمرو يقول: تخرج الدابة من شعب, فيمسّ رأسها السحاب, ورجلاها في الأرض ما خرجتا, فتمرّ بالإنسان يصلي, فتقول: ما الصلاة من حاجتك فتخطمه.

حدثنا صالح بن مسمار, قال: ثنا ابن أبي فديك, قال: ثنا يزيد بن عياض, عن محمد بن إسحاق, أنه بلغه عن عبد الله بن عمرو, قال: تخرج دابة الأرض ومعها خاتم سليمان وعصا موسى, فأما الكافر فتختم بين عينيه بخاتم سليمان, وأما المؤمن فتمسح وجهه بعصا موسى فيبيض.

واختلفت القرّاء في قراءة قوله: ( تُكَلِّمُهُمْ ) فقرأ ذلك عامة قرّاء الأمصار: ( تُكَلِّمُهُمْ ) بضم التاء وتشديد اللام, بمعنى تخبرهم وتحدثهم, وقرأه أبو زرعة بن عمرو: " تَكْلِمُهُمْ" بفتح التاء وتخفيف اللام بمعنى: تسمهم.

والقراءة التي لا أستجيز غيرها في ذلك ما عليه قرّاء الأمصار.

وبنحو الذي قلنا في ذلك, قال أهل التأويل.

*ذكر من قال ذلك:

حدثنا عليّ, قال: ثنا أبو صالح, قال: ثني معاوية, عن عليّ, عن ابن عباس, قوله: (أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِنَ الأرْضِ تُكَلِّمُهُمْ ) قال: تحدثهم.

حدثنا بشر, قال: ثنا يزيد, قال: ثنا سعيد, عن قَتادة, قوله: (أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِنَ الأرْضِ تُكَلِّمُهُمْ ) وهي في بعض القراءة " تحدثهم " تقول لهم: (أن الناس كَانُوا بِآيَاتِنَا لا يُوقِنُونَ ).

حدثنا القاسم, قال: ثنا الحسين, قال: ثني حجاج, عن ابن جُرَيج, عن عطاء الخراساني, عن ابن عباس, في قوله: ( تُكَلِّمُهُمْ ) قال: كلامها تنبئهم (أَنَّ النَّاسَ كَانُوا بِآيَاتِنَا لا يُوقِنُونَ َ ).

وقوله: (أَنَّ النَّاسَ كَانُوا بِآيَاتِنَا لا يُوقِنُونَ ) اختلفت القرّاء في قراءة ذلك, فقرأته عامة قرّاء الحجاز والبصرة والشام: " إنَّ النَّاسَ" بكسر الألف من " إن " على وجه الابتداء بالخبر عن الناس أنهم كانوا بآيات الله لا يوقنون; وهي وإن كسرت في قراءة هؤلاء فإن الكلام لها متناول. وقرأ ذلك عامة قراء الكوفة وبعض أهل البصرة: (أَنَّ النَّاسَ كَانُوا ) بفتح أن بمعنى: تكلمهم بأن الناس, فيكون حينئذ نصب بوقوع الكلام عليها.

والصواب من القول في ذلك أنهما قراءتان متقاربتا المعنى مستفيضتان في قراءة الأمصار, فبأيتهما قرأ القارئ فمصيب.
ابن عاشور : ۞ وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِّنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كَانُوا بِآيَاتِنَا لَا يُوقِنُونَ

وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كَانُوا بِآَيَاتِنَا لَا يُوقِنُونَ (82)

هذا انتقال إلى التذكير بالقيامة وما ادخر لهم من الوعيد . فهذه الجملة معطوفة على الجمل قبلها عطف قصة على قصة . ومناسبة ذكرها ما تقدم من قوله { إنك لا تسمع الموتى } إلى قوله { عن ضلالتهم } [ النمل : 80 ، 81 ] . والضمير عائد إلى الموتى والصم والعمي وهم المشركون .

و { القول } أريد به أخبار الوعيد التي كذبوها متهكمين باستبطاء وقوعها بقولهم { متى هذا الوعد إن كنتم صادقين } [ النمل : 71 ] ، فالتعريف فيه للعهد يفسره المقام .

والوقوع مستعار لحلول وقته وذلك من وقت تهيؤ العالم للفناء إلى أن يدخل أهل الجنة الجنة وأهل النار النار .

والآية تشير إلى شيء من أشراط حلول الوعيد الذي أنذروا به وهو الوعيد الأكبر يعني وعيد البعث ، فتشير إلى شيء من أشراط الساعة وهو من خوارق العادات . والتعبير عن وقوعه بصيغة الماضي لتقريب زمن الحال من المضي ، أي أشرف وقوعه ، على أن فعل المضي مع ( إذا ) ينقلب إلى الاستقبال .

والدابة : اسم للحي من غير الإنسان ، مشتق من الدبيب ، وهو المشي على الأرض وهو من خصائص الأحياء . وتقدم الكلام على لفظ { دابة } في سورة الأنعام ( 38 ) . وقد رويت في وصف هذه الدابة ووقت خروجها ومكانه أخبار مضطربة ضعيفة الأسانيد فانظرها في «تفسير القرطبي» وغيره إذ لا طائل في جلبها ونقدها .

وإخراج الدابة من الأرض ليريهم كيف يحي الله الموتى إذ كانوا قد أنكروا البعث . ولا شك أن كلامها لهم خطاب لهم بحلول الحشر . وإنما خلق الله الكلام لهم على لسان دابة تحقيراً لهم وتنديماً على إعراضهم عن قبول أبلغ كلام وأوقعه من أشرف إنسان وأفصحه ، ليكون لهم خزياً في آخر الدهر يعيرون به في المحشر . فيقال : هؤلاء الذين أعرضوا عن كلام رسول كريم فخوطبوا على لسان حيوان بهيم . على نحو ما قيل : استفادة القابل من المبدإ تتوقف على المناسبة بينهما .

وجملة { إن الناس كانوا بآياتنا لا يوقنون } تعليل لإظهار هذا الخارق للعادة حيث لم يوقن المشركون بآيات القرآن فجعل ذلك إلجاء لهم حين لا ينفعهم .

وقرأ الجمهور { إن الناس } بكسر همزة ( إن ) ، وموقع ( إن ) في مثل هذا التعليل . وقرأ عاصم وحمزة والكسائي { أن الناس } بفتح الهمزة وهي أيضاً للتعليل لأن فتح همزة ( أن ) يؤذن بتقدير حرف جر وهو باء السببية ، أي تكلمهم بحاصل هذا وهو المصدر . والمعنى : أنها تسجل على الناس وهم المشركون عدم تصديقهم بآيات الله . وهو تسجيل توبيخ وتنديم لأنهم حينئذ قد وقع القول عليهم ف { لا ينفع نفساً إيمانها لم تكن آمنت من قبل } [ الأنعام : 158 ] . وحمل هذه الجملة على أن تكون حكاية لما تكلمهم به الدابة بعيد .
إعراب القرآن : ۞ وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِّنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كَانُوا بِآيَاتِنَا لَا يُوقِنُونَ

«وَإِذا» الواو حرف استئناف «إِذا» ظرفية شرطية غير جازمة «وَقَعَ الْقَوْلُ» ماض وفاعله «عَلَيْهِمْ» متعلقان بالفعل. والجملة في محل جر بالإضافة وجملة إذا .. مستأنفة لا محل لها «أَخْرَجْنا» ماض وفاعله «لَهُمْ» متعلقان بالفعل «دَابَّةً» مفعول به «مِنَ الْأَرْضِ» صفة دابة والجملة جواب شرط غير جازم لا محل لها. «تُكَلِّمُهُمْ» مضارع ومفعوله والفاعل مستتر والجملة صفة دابة «أَنَّ النَّاسَ» أن واسمها «كانُوا» كان واسمها «بِآياتِنا» متعلقان بما بعدهما «لا يُوقِنُونَ» لا نافية ومضارع مرفوع بثبوت النون والواو فاعله والجملة الفعلية خبر كانوا وجملة كانوا .. خبر أن والجملة الاسمية مستأنفة لا محل لها. 


English - Sahih International : And when the word befalls them We will bring forth for them a creature from the earth speaking to them [saying] that the people were of Our verses not certain [in faith]
English - Tafheem -Maududi : ۞ وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِّنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كَانُوا بِآيَاتِنَا لَا يُوقِنُونَ
(27:82) And when the time of the fulfilment of Our Decree approaches them, *100 We shall bring forth a beast for them from the earth, which will speak to them (about this) that the people did not believe in Our Revelations. *101


*100) That is, "...when Resurrection which they are being promised will approach."
*101) According to Ibn `Umar, this will happen when there remains no one in the world to command the people to do good and forbid them to do evil. Ibn Marduyah has reported a Hadith on the authority of Abu Said Khudri; according to which the latter heard the same thing from the Holy Prophet himself. This shows that when man gives up the duty of exhorting others to do good and forbidding them to do evil, AIIah will bring forth a beast to serve as the final warning just before Resurrection. This, however, is not clear whether it will be just one beast, or a particular species of beasts, who will spread all over the earth. The words daabbat-an-min-al-ard might contain both the meanings. In any case, what it will say will be: "The people did not believe Allah's Revelations in which Resurrection was foretold. Now the same Resurrection is about to come; Iet everyone know that what Allah said was true". The sentence, "The people did not believe in Our Revelations", is either a part of the beast's own speech, or Allah's narration of its words. If these are its own words, the word "Our" will be understood in the style of an official who speaks on behalf of his government and not on his personal behalf. In the second case, since Allah is narrating the beast's words, He has used "Our Revelations" in the normal sense. As to the time and occasion of the appearance of this beast, the Holy Prophet has said: "The sun will rise in the west and the beast will suddenly appear in the open daylight. Whichever of these signs appears first, it will be closely followed by the other." (Muslim) In the other traditions related in Muslim, Ibn Majah, Tirmidhi, Musnad Ahmad, etc. the Holy Prophet foretold that the signs of Resurrection-emergence of the Anti-Christ (Dajjal), appearance of the beast, smoke and the rising of the sun in the west -will appear one after the other. As for the nature, general appearance, place of appearance and other details about the beast, contradictory traditions have been reported, which only cause confusion and are not relevant to the object for which this thing has been mentioned in the Qur'an. As regards the beast's speaking to human beings in a human language, this will be a manifestation of the power of Allah, Who can give the power of speech to anything He pleases. He will give this power only to a beast before the event of Resurrection, but when Resurrection will have taken place, each limb of man-his ears, his eyes, even his skin-will speak out and give evidence in the Court of Allah, as has been clearly stated in Ha Mim As-Sajdah: 20-21: "Then, when all will have reached there, their ears and their eyes and their very skins will bear witness against them concerning what they had been doing in the world. They will say to their skins, "Why have you borne witness against us?' They will reply, `The same God Who has given speech to everything has given us speech'."

Français - Hamidullah : Et quand la Parole tombera sur eux Nous leur ferons sortir de terre une bête qui leur parlera; les gens n'étaient nullement convaincus de la vérité de Nos signes [ou versets]
Deutsch - Bubenheim & Elyas : Und wenn das Wort über sie fällig wird bringen Wir ihnen ein Tier aus der Erde hervor das zu ihnen spricht; dies weil die Menschen von Unseren Zeichen nicht überzeugt sind
Spanish - Cortes : Cuando se pronuncie contra ellos la sentencia les sacaremos de la tierra una bestia que proclamará ante ellos que los hombres no estaban convencidos de Nuestros signos
Português - El Hayek : E quando recair sobre eles a sentença produzirlhesemos da terra uma besta que lhe dirá A verdade é que os humanosnão crêem nos Nossos versículos
Россию - Кулиев : Когда же свершится над ними Слово Мы выведем к ним из земли животное которое скажет им что люди не были убеждены в Наших знамениях
Кулиев -ас-Саади : ۞ وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِّنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كَانُوا بِآيَاتِنَا لَا يُوقِنُونَ
Когда же свершится над ними Слово, Мы выведем к ним из земли животное, которое скажет им, что люди не были убеждены в Наших знамениях.


Когда настанет предопределенный и обещанный день, Аллах выведет из земли животное. Оно не явится с небес, а выйдет из недр земли. Оно будет разговаривать с людьми и возвещать о том, что нечестивцы не верили в знамения Господа. Большинство людей не обладают твердыми знаниями и непреклонной верой в Его знамения, и поэтому появление так называемого «животного из земли» (даббат аль-ард) раскроет людям глаза на истину и положит конец их спорам и противоречиям. Пришествие этого животного является одним из больших признаков Судного часа и произойдет незадолго до конца света. Об этом пришествии говорится во многих достоверных хадисах Пророка Мухаммада, да благословит его Аллах и приветствует, однако ни Священный Коран, ни пречистая Сунна не сообщают о том, как оно будет выглядеть. Тем не менее, известно, что оно будет одним из знамений Аллаха и будет разговаривать с людьми самым удивительным образом. Произойдет это, когда люди начнут оспаривать знамения своего Господа и когда над ними свершится Его Слово. Появление этого необычного животного станет доказательством правдивости верующих и обвинительным приговором для неверных.
Turkish - Diyanet Isleri : Kendilerine söylenmiş olan başlarına geldiği zaman yerden bir çeşit hayvan çıkarırız ki o onlara insanların ayetlerimize kesin olarak inanmadıkların söyler
Italiano - Piccardo : Quando il Decreto cadrà loro addosso faremo uscire per loro una bestia dalla terra [Essa] proclamerà che gli uomini non erano convinti della verità dei Nostri segni
كوردى - برهان محمد أمين : کاتێک بڕیاری به‌رپابوونی قیامه‌ت درا یاخود نزیک بۆوه‌ زینده‌وه‌رێک له زه‌وی ده‌رده‌هێنین بۆیان که قسه‌یان بۆ ده‌کات که‌ به‌ڕاستی زۆربه‌ی خه‌ڵکی باوه‌ڕیان به ئایه‌ت و فه‌رمانه‌کانی ئێمه نه‌بووه‌
اردو - جالندربرى : اور جب ان کے بارے میں عذاب کا وعدہ پورا ہوگا تو ہم ان کے لئے زمین میں سے ایک جانور نکالیں گے جو ان سے بیان کر دے گا۔ اس لئے کہ لوگ ہماری ایتوں پر ایمان نہیں لاتے تھے
Bosanski - Korkut : I kad dođe vrijeme da oni budu kažnjeni Mi ćemo učiniti da iz zemlje iziđe jedna životinja koja će im reći da ljudi u dokaze Naše nisu uvjereni
Swedish - Bernström : När Ordet slår dem [med sin fulla klarhet] skall Vi låta en varelse inifrån jorden stiga fram till dem och säga dem att människorna inte ville [låta sig] övertygas av Våra tecken
Indonesia - Bahasa Indonesia : Dan apabila perkataan telah jatuh atas mereka Kami keluarkan sejenis binatang melata dari bumi yang akan mengatakan kepada mereka bahwa sesungguhnya manusia dahulu tidak yakin kepada ayatayat Kami
Indonesia - Tafsir Jalalayn : ۞ وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِّنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كَانُوا بِآيَاتِنَا لَا يُوقِنُونَ


(Dan apabila perkataan telah jatuh atas mereka) yakni azab telah pasti menimpa mereka termasuk orang-orang kafir lainnya. (Kami keluarkan sejenis binatang melata dari bumi yang akan mengatakan kepada mereka) yaitu akan berbicara kepada orang-orang yang ada dari kalangan mereka; sewaktu binatang melata itu keluar ia langsung berbicara kepada mereka dengan memakai bahasa Arab. Dan garis besar dari apa yang dikatakannya itu ialah (bahwa sesungguhnya manusia) orang-orang kafir Mekah. Lafal Anna menurut qiraat yang lain dibaca Inna; qiraat ini dapat dipakai pula bilamana diperkirakan adanya huruf Ba sesudah lafal Tukallimuhum (dahulu tidak yakin kepada ayat-ayat Kami.") mereka tidak beriman kepada Alquran yang di dalamnya disebutkan tentang adanya hari berbangkit, hari hisab amal perbuatan dan hari pembalasan. Dengan keluarnya binatang melata ini, maka terhentilah fungsi Amar Makruf dan Nahi Mungkar dan orang kafir yang beriman pada saat itu tidak dianggap lagi keimanannya, sebagaimana yang telah diwahyukan oleh Allah swt. kepada Nabi Nuh melalui firman-Nya, "Bahwasanya sekali-kali, tidak akan beriman di antara kaummu, kecuali orang-orang yang telah beriman saja." (Q.S. 11 Hud, 36).
বাংলা ভাষা - মুহিউদ্দীন খান : যখন প্রতিশ্রুতি কেয়ামত সমাগত হবে তখন আমি তাদের সামনে ভূগর্ভ থেকে একটি জীব নির্গত করব। সে মানুষের সাথে কথা বলবে। এ কারণে যে মানুষ আমার নিদর্শনসমূহে বিশ্বাস করত না।
தமிழ் - ஜான் டிரஸ்ட் : அவர்கள் மீது வேதனையுடைய வாக்கு நெருங்கும் போது அவர்களுக்காக ஒரு பிராணியை பூமியிலிருந்து நாம் வெளியாக்குவோம்; அது நிச்சயமாக மனிதர்கள் யார் யார் நம் வசனங்களின் மீது உறுதி கொள்ளவில்லையென்று அவர்களுக்குச் சொல்லிக் காண்பிக்கும்
ภาษาไทย - ภาษาไทย : และเมื่อพระดำรัสเกิดขึ้นแก่พวกเขา เราได้ให้สัตว์ออกมาจากแผ่นดินแก่พวกเขา เพื่อกล่าวแก่พวกเขาว่า แท้จริงปวงมนุษย์นั้นไม่ยอมเชื่อมั่นต่อโองการทั้งหลายของเรา
Uzbek - Мухаммад Содик : Қачонки уларнинг бошига сўзланган азоб тушганида Биз улар учун ердан бир жонивор чиқарамиз У уларга албатта одамлар Бизнинг оятларимизга ишонмайдиган бўлганларини айтиб берадир Бу ҳодиса қиёматнинг аломатларидан биридир Аллоҳ таоло ушбу ояти каримада кофирлар бошига ваъда қилинган сўз–қиёмат азоби тушиш чоғида ердан бир ҳайвон чиқариши ҳақида хабар бермоқда Демак бу ишнинг бўлиши муқаррарлигида ҳеч қандай шубҳа йўқ Саҳиҳ ҳадиси шарифларда бу ҳайвон қиёматнинг аломатларидан бири эканлиги тавба қилса фойда бермайдиган вақт бўлиб қолганда чиқиши ҳақида хабарлар келган
中国语文 - Ma Jian : 当预言对他们实现的时候,我将使一种动物从地中出生,伤害他们,因为众人不信我的迹象。
Melayu - Basmeih : Dan apabila sampai masa berlakunya hukuman atas manusia Kami keluarkan untuk mereka sejenis binatang dari bumi yang akan menyatakan kepada mereka bahawa manusia telah tidak meyakini ayatayat keterangan dan pengajaran Kami
Somali - Abduh : Markuu ku Dhaco Korkooda Qawlkii Ciqaabtii waxaan u soo Bixinnaa Daabbaddii Dhulka oo la Hadli Dadkuna waxay ahaayeen kuwaan Yaqiinsanayn Aayaadkanaga
Hausa - Gumi : Kuma idan magana ta auku a kansu Munã fitar musu da wata dabba daga ƙasa tanã yi musu magana cẽwa "Lalle mutãne sun kasance game da ayoyinMu ba su yin ĩmãnin yaƙĩni"
Swahili - Al-Barwani : Na itapo waangukia kauli juu yao tutawatolea mnyama katika ardhi atakaye wasemeza ya kuwa watu walikuwa hawana na yakini na Ishara zetu
Shqiptar - Efendi Nahi : Dhe kur të vie koha që të dënohen ata Na do të bëjmë që nga Toka të del një kafshë e cila do t’u thotë atyre se njerëzit nuk u janë bindur argumenteve Tona
فارسى - آیتی : چون فرمان قيامت مقرّر گردد، بر ايشان جنبنده‌اى از زمين بيرون مى‌آوريم كه با آنان سخن بگويد كه اين مردم به آيات ما يقين نمى‌آوردند.
tajeki - Оятӣ : Чун фармони қиёмат муқаррар гардад, барояшон ҷунбандае аз замин берун меоварем, ки бо онон сухан бигӯяд, ки ин мардум ба оёти Мо яқин намеоварданд.
Uyghur - محمد صالح : ئۇلار (يەنى كۇففارلار) غا ئالدىنئالا ئېيتىلغان سۆز ئىشقا ئاشقاندا (يەنى ئازاپ ۋە قىيامەت يېقىنلاشقاندا)، ئۇلارغا زېمىندىن بىر تۈرلۈك ھايۋاننى چىقىرىمىزكى، ئۇ ئۇلارغا ئىنسانلارنىڭ بىزنىڭ ئايەتلىرىمىزگە ئىشەنمىگەنلىكىنى سۆزلەيدۇ
Malayalam - ശൈഖ് മുഹമ്മദ് കാരകുന്ന് : നമ്മുടെ വചനം അവരില്‍ പുലര്‍ന്നാല്‍, നാം അവര്‍ക്കായി ഭൂമിയില്‍നിന്ന് ഒരു ജന്തുവെ പുറപ്പെടുവിക്കും. ജനം നമ്മുടെ വചനങ്ങളില്‍ ദൃഢവിശ്വാസം ഉള്ളവരായില്ല എന്ന കാര്യം അതവരോടു പറയും.
عربى - التفسير الميسر : واذا وجب العذاب عليهم لتماديهم في المعاصي والطغيان واعراضهم عن شرع الله وحكمه حتى صاروا من شرار خلقه اخرجنا لهم من الارض في اخر الزمان علامه من علامات الساعه الكبرى وهي "الدابه" تحدثهم ان الناس المنكرين للبعث كانوا بالقران ومحمد صلى الله عليه وسلم ودينه لا يصدقون ولا يعملون

دابة من الأرض تكلمهم".. ما هيئتها ومكان خروجها وهل تقبل التوبة وقتها أم لا؟ وخروج الشمس من مغربها

دابة من الأرض تكلمهم".. ما هيئتها ومكان خروجها وهل تقبل التوبة وقتها أم لا؟  

  من أكثر علامات يوم القيامة ودلالة على غضب الله تعالى هي «خروج دابة الأرض تكلم الناس»، وهي من العلامات الكبرى التي يغلق الله معها باب التوبة للمذنبين والمقصرين في حق أنفسهم.

وقد أشار الله تعالى إلى ذلك في قوله: «وَإِذَا وَقَعَ القَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِّنَ الأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كَانُوا بِآيَاتِنَا لاَ يُوقِنُونَ».

ويقول الدكتور علي جمعة،مفتي الديار المصرية سابقًا،إن خروج دابة الأرض تكلم الناس علامة خطيرة، وذلك لانغلاق باب قبول التوبة والإيمان بظهورها، كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم: «ثلاث إذا خرجن لا ينفع نفسًا إيمانها لم تكن آمنت من قبل، أو كسبت في إيمانها خيرًا، طلوع الشمس من مغربها، والدجال، ودابة الأرض» [مسلم].

هيئة الدابة:

وبين جمعة هيئة دابة الأرض التي تخرج بها بين الناس، لتعميم الفائدة، فقد اختلف العلماء في هيئة الدابة، وذهبوا إلى عدة أقوال أشار إليها وهي:

القول الأول: أنها فصيل ناقة صالح، قال القرطبي: (أولى الأقوال أنها فصيل ناقة صالح وهو أصحها، والله أعلم).
واستدل بحديث أخرجه أبو داود الطيالسي في مسنده عن حذيفة قال: ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم الدابة فقال: «لها ثلاث خرجات من الدهر، فتخرج في أقصى البادية ولا يدخل ذكرها القرية - يعني مكة - ثم تكمن زمناً طويلاً، ثم تخرج خرجة أخرى دون ذلك فيفشو ذكرها في البادية، ويدخل ذكرها القرية، يعني مكة.

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « ثم بينما الناس في أعظم المساجد على الله حرمة خيرها وأكرمها على الله المسجد الحرام لم يرعهم إلا وهي تخرج بين الركن والمقام تنفض رأسها عن التراب فتركض الناس منها شتى ومعا، وتثبت عصابة من المؤمنين عرفوا أنهم لم يعجزوا الله فبدأت بهم، فجلت وجوههم حتى جعلتها كأنها الكوكب الدري، وولت في الأرض لا يدركها طالب ولا ينجو منها هارب حتى إن الرجل ليتعوذ منها بالصلاة فتأتيه من خلفه، فتقول: يا فلان: الآن تصلي !؟ فتقبل عليه فتسمه في وجهه، ثم ينطلق ويشترك الناس في الأموال، ويصطحبون في الأمصار يعرف المؤمن من الكافر، حتى إن المؤمن يقول يا كافر أقضني حقي وحتى إن الكافر يقول يا مؤمن أقضني حقي» [رواه الطيالسي]

وفي الحديث أنها ترغو، والرغاء للإبل. قال القرطبي: «وقد قيل إن الدابة التي تخرج هي الفصيل الذي كان لناقة صالح عليه السلام، فلما قتلت الناقة هرب الفصيل بنفسه فانفتح له الحجر فدخل فيه ثم انطبق عليه، فهو فيه إلى وقت خروجه، حتى يخرج بإذن الله تعالى» [التذكرة]......

القول الثاني : أنها دابة جمعت من خلق كل حيوان.

القول الثالث: أنها إنسان متكلم يناظر أهل البدع والكفر ويجادلهم حتى يتبين الصادق من الكاذب فيحيا من حيَّ عن بينة ويهلك من هلك عن بينة، وهو قول بعيد ليس عليه دليل، بل جاءت الأدلة بخلافه.

القول الرابع: أنها الثعبان المشرف على جدار الكعبة التي اقتلعتها العقاب حين أرادت قريش بناء الكعبة.

القول الخامس: أنها دابة مزغبة شعراء ذات قوائم، طولها ستون ذراعا، ويقال: إنها الجساسة المذكورة في حديث تميم الداري رضي الله عنه والذي أخرجه الإمام مسلم في صحيحه عن فاطمة بنت قيس رضي الله عنها، وسميت بالجساسة ؛ لأنها تجس الأخبار للدجال.

وكما اختلف العلماء في حقيقة الدابة وهيئتها، اختلفوا كذلك في موطن خروجها في مكان خروج الدابة إلى عدة أقوال أشار لها مفتي مصر السابق:

وقال القرطبي: «واختلف من أي موضع تخرج، فقال عبدالله بن عمر‏:‏ تخرج من جبل الصفا بمكة؛ يتصدع فتخرج منه‏.‏ قال عبدالله ابن عمرو نحوه وقال‏:‏ لو شئت أن أضع قدمي على موضع خروجها لفعلت وروي في خبر عن النبي صلى الله عليه وسلم ‏:‏ ‏(‏إن الأرض تنشق عن الدابة وعيسى عليه السلام يطوف بالبيت ومعه المسلمون من ناحية المسعى، وإنها تخرج من الصفا فتسم بين عيني المؤمن هو مؤمن سمة كأنها كوكب دري وتسم بين عيني الكافر نكتة سوداء كافر‏)‏ وذكر في الخبر أنها ذات وبر وريش؛ ذكره المهدوي‏.‏ وعن ابن عباس أنها تخرج من شعب فتمس رأسها السحاب ورجلاها في الأرض لم تخرجا، وتخرج ومعها عصا موسى وخاتم سليمان عليهما السلام‏.‏ 

================= 20


عناصر المادة


طلوع الشمس من مغربها
خروج الدابة
صفات الدابة
الريح التي تقبض أرواح المؤمنين
النار التي تحشر الناس


الحمد له رب العالمين، وصلى الله على نبينا محمد، وعلى اله وصحبه أجمعين.
وبعد:

طلوع الشمس من مغربها

بقي لدينا من أشراط الساعة الكبرى طلوع الشمس من مغربها، والدابة، والنار التي تخرج لتحشر الناس.
أما بالنسبة لطلوع الشمس من مغربها، فهو مذكور في أحاديث أشراط الساعة العشرة، في قول النبي ﷺ: إنها لن تقوم حتى تروا قبلها عشر آيات فذكر الدخان، والدجال، والدابة، وطلوع الشمس من مغربها، ونزول عيسى ابن مريم ﷺ، ويأجوج ومأجوج، وثلاثة خسوف: خسف بالمشرق، وخسف بالمغرب، وخسف بجزيرة العرب، وآخر ذلك: نار تخرج من اليمن تطرد الناس إلى محشرهم [رواه مسلم: 2901].
وهذه الآية العظيمة -وهي طلوع الشمس من مغربها- مذكورة في قوله تعالي: هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ تَأْتِيَهُمُ الْمَلَائِكَةُ أو يَأْتِيَ رَبُّكَ أو يَأْتِيَ بَعْضُ آيات رَبِّكَ يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيات رَبِّكَ لَا يَنْفَعُ نَفْسًا إيمانها لَمْ تَكُنْ آَمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أو كَسَبَتْ فِي إيمانها خَيْرًا قُلِ انْتَظِرُوا إِنَّا مُنْتَظِرُونَ[الأنعام: 158].
ومعنى هذه الآية: هل ينظر هؤلاء الذين استمر ظلمهم وعنادهم إلا أن تأتيهم مقدمات العذاب، ومقدمات الآخرة بالملائكة التي تأتي بقبض أرواحهم، إذا وصلوا إلى تلك الحال لم ينفعهم إيمان ولا صالح الأعمال، أو ينتظرون أن يأتي الله تعالي لفصل القضاء بين العباد، ومجازاة المحسنين والمسيئين.
أو يَأْتِيَ بَعْضُ آيات رَبِّكَ الدالة على قرب الساعة.
يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيات رَبِّكَ الخارقة للعادة التي يعلم بقدومها إن الساعة قد أزفت أذنت ودنت.
لَا يَنْفَعُ نَفْسًا إيمانها لَمْ تَكُنْ آَمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أو كَسَبَتْ فِي إيمانها خَيْرًا فلا ينفع كافرا إيمان إن آمن في ذلك الوقت، ولا المسلم المقصر لا ينفعه أن يزداد خيرا في ذلك الوقت.
والحكمة في هذا ظاهرة، فإنه إنما كان الإيمان ينفع إذا كان إيمانا بالغيب وكان اختيارا من العبد، أما إذا وجدت الآيات صار الأمر شهادة، ولم يبقي للإيمان فائدة؛ لأنه يصبح كإيمان فرعون لما أدركه الغرق قال: آمنت إلا إله إلا الله، وما ينفعه الآن أن يؤمن أن لا اله إلا الذي آمن فيه بنو إسرائيل، وقد شارف على الموت.


فإذا طلعت الشمس من مغربها انتهت المسألة، لأن كل الناس سيؤمنون اضطرارا رغما عنهم، الكافر سيؤمن رغما عنه، لأن الآية هذى آية عظيمة جدا خارقه، وعند ذلك سترغم أنف كل واحد لم يؤمن فسيؤمن رغما عنه، والمذنب سيتوب، والمقصر سيعود، لكن بعد أن صار الإيمان شيئا اضطراريا، آلْآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ[يونس: 91].
فَلَمَّا رَأَوْا بَأْسَنَا قَالُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَحْدَهُ وَكَفَرْنَا بِمَا كُنَّا بِهِ مُشْرِكِينَ ۝ فَلَمْ يَكُ يَنْفَعُهُمْ إِيمَانُهُمْ لَمَّا رَأَوْا بَأْسَنَا [غافر: 84-85].
طلوع الشمس من مغربها الإيمان عنده مثل إيمان الأقوام التي كذبت الرسل لما نزل العذاب، مثل إيمان فرعون لما أدركه الغرق، شيء لا ينفع في ذلك الوقت، لقد أغلق باب التوبة حينئذ.
عن أبي هريرة  أن رسول الله ﷺ قال: لا تقوم الساعة حتى تطلع الشمس من مغربها، فإذا طلعت فرآها الناس -يعنى طالعه من المغرب- آمنوا أجمعون فذلك حين لَا يَنْفَعُ نَفْسًا إيمانها لَمْ تَكُنْ آَمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أو كَسَبَتْ فِي إيمانها خَيْرًا [البخاري:4636، ومسلم:157].
إذًا النبي ﷺ لما تحدث عن طلوع الشمس من مغربها ذكر الآية، إذًا تحمل الآية عليها ولا بد؛ لأن أولى ما فسر به كتاب الله سنة رسول الله ﷺ بعد كتاب الله.
فإذن: يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ [الأنعام: 158]، يعنى: يوم تطلع الشمس من مغربها.
وقد روى البخاري عن أبي ذر  قال: قال النبي ﷺ لأبي ذر حين غربت الشمس: أتدرى أين تذهب؟، قلت: الله ورسوله اعلم، فإنها تذهب حتى تسجد تحت العرش، فتستأذن فيؤذن لها الشمس تذهب تسجد تحت العرش كل يوم، وتستأذن في الخروج، فيؤذن لها، وتخرج من جهة المشرق، قال: ويوشك أن تسجد فلا يقبل منها، وتستأذن فلا يؤذن لها، يقال لها ارجعي من حيت جئت، فتطلع من مغربها لأنها جاءت من المغرب لتسجد تحت العرش فلا يؤذن لها بالذهاب للمشرق لتخرج، وإنما ترد إلى الجهة التي جاءت منها، وهي الغرب، فتطلع من مغربها، فذلك قوله تعالى: وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّلَهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِيس: 38]. [رواه البخاري: 3199].


هذه الشمس كما قال النبي ﷺ في صحيح مسلم: إن هذه تجري حتى تنتهي إلى مستقرها تحت العرش، فتخر ساجدة، فلا تزال كذلك حتى يقال لها: ارتفعي ارجعي من حيث جئت، فتصبح طالعة من مطلعها، ثم تجري حتى تنتهي إلى مستقرها ذاك تحت العرش، فتخر ساجدة، ولا تزال كذلك حتى يقال لها: ارتفعي ارجعي من حيث جئت، فترجع فتصبح طالعة من مطلعها، ثم تجري لا يستنكر الناس منها شيئاً حتى تنتهي إلى مستقرها ذاك تحت العرش، فيقال لها: ارتفعي أصبحي طالعة من مغربك، فتصبح طالعة من مغربها، فقال رسول الله ﷺ: أتدرون متى ذاكم؟ ذاك حينلَا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا[الأنعام: 158] [رواه مسلم: 159].
فالشمس تسير في كل يوم وليلة، الشمس تتحرك الشمس ليست مرصعة بالفلك، ليست مثبته في السماء، إنما تدور وتتحرك، كُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ [الأنبياء: 33] يدورون، ولذلك لا عبرة بأي فلكي قال، إن الشمس ثابتة؛ لأن الله قال: وَالشَّمْسُ تَجْرِي[يس: 38].
ولذلك قال العلماء: إن من يقول: إن الشمس تجري كافر، لماذا؟ لأنه كذّب ظاهر القرآن، كذّب الله، ورد قول الله تعالى، أما سجود الشمس فإننا نؤمن به حقا على الحقيقة، وان كنا لا ندركه نحن، لا ندرك تسبيح الطيور لكنها تسبح، لا نفقه تسبيح الجمادات ولكنها تسبح، وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ[الإسراء: 44].


وكذلك الشمس تسجد، وإن كنا لا ندرك سجودها ولا نراه، ولكنه سجود حقيقي، وبعض أصحاب الفكر المعوج المنحرف، قالوا سجودها هو انقيادها لأمر الله، ودورانها، وخروجها من المشرق، وغروبها من المغرب، هذا هو السجود.
نقول: هذا يحدث دائماً، فأي فائدة في الحديث تجرى حتى تنتهي إلى مستقرها تحت العرش، فتقر ساجدة؟ وأي فائدة في الحديث: أتدري أين تذهب الشمس؟ تذهب حتى تسجد تحت العرش فتستأذن فيؤذن لها ويوشك أن تسجد فلا يقبل منها إذًا هناك سجود في وقت معين في مكان معين.
إذا سجدت تحت العرش، وعرش الرحمن قبة العالم والكون والسماوات والأرض والأفلاك والكواكب، فالعرش كالقبة على الكون، سجدت سجوداً حقيقياً، ليس معناه مجرد الانقياد ومجرد الحركة، والشروق والغروب، السجود أمر آخر حقيقي، الله  أمرها أن تسجد فسجدت تحت العرش.
وأما بالنسبة لقول الله عن ذي القرنين: وَجَدَهَا تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ [الكهف: 86]، فإنه وجدها تغرب في عين الناظر أنها تغيب في البحر؛ لأن كل من وصل إلى الشاطئ وأمامه البحر والشمس تغرب فيه، فإنه سيجد الشمس تغرب في البحر، هي في الحقيقة لا تدخل في الماء، لكن في عين الناظر، وَجَدَهَا تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ [الكهف: 86]، يعنى في رأي العين كأنها تدخل البحر.
وهناك من طعن في حديث سجود الشمس، ولا يلتفت إلى هذا، ولا اعتبار بما قال به صاحب تفسير المنار عندما أخطأ في ذلك خطأ عظيماً، والله يغفر لنا وله.


والسجود من الجمادات، والسجود من الكائنات يعلمه الله  والله قادر على الإسجاد والإنطاق وَقَالُوا لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدْتُمْ عَلَيْنَا قَالُوا أَنْطَقَنَا اللَّهُ الَّذِي أَنْطَقَ كُلَّ شَيْءٍ [فصلت: 21]، الآن علاقة موضوع سجود الشمس بطلوع الشمس من مغربها ما هي؟
أنها كل يوم تسجد تحت العرش ففي ذلك اليوم المعين الذي يريده الله قبل قيام الساعة تسجد تحت العرش، وتستأذن للخروج من المشرق، فلا يؤذن لها، وترد فتخرج من المغرب، وقد ورد أن طلوع الشمس من مغربها هو أول الآيات كما جاء في حديث عبد الله بن عمرو: أن أول الآيات خروجاً: طلوع الشمس من مغربها، وخروج الدابة على الناس ضحى، وأيهما ما كانت قبل صاحبتها، فالأخرى على إثرها قريب [رواه مسلم: 2941].
وهذه الأولية في هذا الحديث الأولية في الأشياء غير المألوفة، وان كان الدجال ونزول عيسى قبل ذلك، وخروج يأجوج ومأجوج قبل ذلك لكن هؤلاء بشر، يعنى: الدجال وعيسى ويأجوج من البشر علي الأقل شيء مألوف للناس أن يروا بشراً، نعم في خوارق وفي معجزات من عيسي، وخوارق من الدجال، وعجائب من يأجوج ومأجوج، لاشك أشياء مذهله، لكن ليست مثل طلوع الشمس من مغربها، ليست مثل طلوع الشمس من مغربها.


وخروج الدابة على شكل غريب غير مألوف، ومخاطبتها للناس، ووصفها إياهم بالإيمان والكفر شيء خارج عن مجال العادة، وذلك أول الآيات الأرضية، كما أن طلوع الشمس من مغربها على خلاف عادتها المألوفة أول الآيات السماوية، أول الآيات المؤذنة بتغير العالم العلوي طلوع الشمس من مغربها.
قال الحافظ بن حجر رحمه الله: مدة الدجال إلى أن يقتله عيسي، ثم خروج يأجوج ومأجوج، كل ذلك سابق على طلوع الشمس من المغرب، فالذي يترجح من مجموع الأخبار"، -هذا ما خرج به الحافظ بعد الدراسة، والبحث، وأعمال النظر، وجمع الروايات والتفكير فيها- قال: "الذي يترجح من مجموع الأخبار أن خروج الدجال أول الآيات العظام المؤذنة بتغير الأحوال العامة في معظم الأرض"، -هناك تغيرات ضخمة ستكون في الأرض، فالدجال هو مقدمة التغيرات الكبيرة في الأرض- "وينتهي ذلك بموت عيسى بن مريم، وإن طلوع الشمس من المغرب هو أول الآيات العظام المؤذنة بتغير أحوال العالم العلوي، وينتهي ذلك بقيام الساعة" ثم قال: "وأول الآيات المؤذنة بقيام الساعة النار التي تحشر الناس، كما ورد في حديث أنس في مسائل عبد الله بن سلام"، وفيه: وأما أول أشراط الساعة فنار تحشر الناس من المشرق إلى المغرب [البخاري:3329]" [فتح الباري:11/353].
أول أشراط الساعة أي قيام الساعة، سينفخ في الصور خروج النار لتحشر الناس، هذه معناها ان النفخ في الصور الآن قد صار وشيكا.


أغلاق باب التوبة:
إذا طلعت الشمس من المغرب قفل باب التوبة، ولا يقبل إسلام، ولا إيمان ولا إحسان ولا عمل صالح، ولا ينفع شيء، كل واحد إلى ما كان عليه، قال عليه الصلاة والسلام: من تاب قبل أن تطلع الشمس من مغربها تاب الله عليه [رواه مسلم: 2703].
وقال: إن الله  يبسط يده بالليل ليتوب مسيء والنهار، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل حتى تطلع الشمس من مغربها [مسلم:2759].
وقال: لا تنقطع الهجرة حتى تنقطع التوبة ولا تنقطع التوبة حتى تطلع الشمس من مغربها [رواه أبو داود: 2481، وصححه الألباني صحيح أبي داود: 2166]، كل هذه أحاديث صحيحة.
وفي رواية لأحمد: لا تنقطع الهجرة، ولا تزال التوبة مقبولة حتى تطلع الشمس من المغرب، فإذا طلعت طبع على كل قلب بما فيه، وكفى الناس العمل[رواه أحمد: 1671، وقال محققو المسند: إسناده حسن].
فلا يقبل إيمان، ولا توبة عاصي، ولا إسلام كافر، لأن طلوع الشمس آية عظيمة تنكشف عندها الحقائق، ويؤمن الناس رغما عنهم، ويشاهدون من الأهوال ما يحملهم بالاضطرار على الإسلام إن كان كافرا، والتوبة إن كان عاصيا، كما أن التوبة عند معاينة الموت لا تنفع، وقد رأى الملائكة، وحضر ملك الموت، وسحبت الروح، فأي نفع الآن في التوبة، وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّى إذا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الآن[النساء: 18]، الآن لا ينفع.
لا ينفع كافر لم يكن آمن قبل طلوع الشمس إيمان بعد الطلوع، ولا ينفع مؤمناً لم يكن عمل صالحاً قبل الطلوع عمل صالح بعد الطلوع؛ لأن حكم الإيمان والعمل الصالح حينئذ حكم من آمن أو عمل صالحاً عند الغرغرة، وذلك لا يفيد شيئا قال تعالى: فَلَمْ يَكُ يَنْفَعُهُمْ إِيمَانُهُمْ لَمَّا رَأَوْا بَأْسَنَا سُنَّةَ اللَّهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ فِي عِبَادِهِ وَخَسِرَ هُنَالِكَ الْكَافِرُونَ[غافر: 85]، تقبل توبة العبد مالم يغرغر.


قال الطيبي رحمه الله: "فلا ينفع بعد ظهور الآية اكتساب الخير في إغلاق باب التوبة، ورفع الصحف تكف الحفظة على العمل، وأن كان ما سبق قبل ظهور الآية ينفع صاحبه في الجملة". [فتح الباري: 11/357].
وقد قال النبي ﷺ: بادروا بالأعمال الآن اعملوا قبل أن تأتى هذه الأشياء فلا ينفع العمل، أو لا تستطيعون العمل أو تغلبون على العمل، فلا تطيقونه أو تذهلون تندهشون تصابون بالحيرة البالغة، فلا يكون عندكم قدرة على العمل، بادروا بالأعمال ستاً: طلوع الشمس من مغربها، أو الدخان، أو الدجال، أو الدابة، أو خاصة أحدكم -يعني الموت- أو أمر العامة[رواه مسلم: 2947]، يعنى: قيام الساعة.
بادرواسابقوا قبل أن تقع الفتن، قبل أن تذهل العقول وتحار وتضطرب، ولا تقوى على العمل، ففي هذا الحث على المبادرة إلى الأعمال الصالحة قبل تعذرها، وقبل الذهول والاشتغال عنها، وقبل حلول الشيء المحير الذي تطير له الألباب، وتطيش العقول، فإن هذه التوبة لا تنفع في ذلك الحال.
ولا تزال التوبة مقبولة حتى تطلع الشمس من المغرب، فإذا طلعت طبع على كل قلب بما فيه، وكفي الناس العمل. [رواه أحمد: 1671].
قال ابن كثير: إسناده جيد قوي، قال الألباني: وهذا إسناد صحيح ورجاله كلهم ثقات. [إرواء الغليل: 5/34].
الباب هذا الذي سيغلق مسيرة سبعين سنة، لا يغلق حتى تطلع الشمس من مغربها، وهذا هو باب التوبة، وجاء في حديث ابن مردويه: فإذا طلعت الشمس من مغربها رد المصراعان فيلتئم ما بينهما، فإذا أغلق ذلك الباب لم تقبل بعد ذلك توبة، ولا تنفع حسنة إلا من كان يعمل الخير قبل ذلك، فإنه يجرى لهم ما كان قبل ذلك [فتح الباري:11/355].


لو قال قائل: لو طلعت الشمس من مغربها ذلك الجيل الذي في الأرض لا ينفع عمل، ولا يقبل شيء، فكيف بالذين كانوا يعملون الصالحات قبل طلوع الشمس من مغربها؟ فنقول: يجري عليهم مثل ما كانوا يعملون مستمراً، كأنه مستمر على ما كان عليه قبل طلوع الشمس من مغربها أجره يكتب، ويستمر مكتوبا مثل ما كان يعمل قبل الطلوع، أما بعد الطلوع قال: طبع الله على كل قلب بما فيه، وكفي الناس العمل انتهى ختم على ذلك، وقف هنا.
وقد جاء في حديث عبد الله بن عمرو بن العاص، عند نعيم بن حماد -وهذا لو صح يفصل في موضع النزاع-: إن الشمس إذا غربت سلمت وسجدت، واستأذنت في الطلوع، فيؤذن لها، حتى إذا كان ذات ليلة فلا يؤذن لها، وتحبس ما شاء الله -تعالي-، ثم يقال لها: اطلعي من حيث غربت، قال: فمن يومئذ إلى يوم القيامةلَا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُالأنعام:158]. [الفتن لنعيم بن حماد: 1846].
وجاء بسند صحيح عن عائشة عند الطبري: إذا خرجت أول الآيات طرحت الأقلام، وطويت الصحف، وخلصت الحفظة، وشهدت الأجساد على الأعمال. [جامع البيان: 11076].
"إذا خرجت أول الآيات طرحت الأقلام": لأن الملائكة تكتب، إِنَّا كُنَّا نَسْتَنْسِخُ مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ[الجاثية: 29].
"طرحت الأقلام وطويت الصحف، وخلصت الحفظة، وشهدت الأجساد على الأعمال"، وهذا الحديث وإن كان موقوفاً لكن له حكم الرفع؛ لأن مثل هذا لا يقوله الصحابي من رأيه، هذا شيء غيبي لا بد أن يكون له فيه مستند ومصدر من الوحي، أي: من النبي ﷺ.


قال الحافظ بعد ما سرد الآثار هذه: فهذه آثار يشد بعضها بعضاً متفقه على أن الشمس إذا طلعت من المغرب أغلق باب التوبة، ولم يفتح بعد ذلك، وأن ذلك لا يختص بيوم طلوع الشمس من مغربها، بل يمتد إلى يوم القيامة". [فتح الباري: 11/355]، خلاص ما في أعمال صالحة ما يقبل شيئاً.
لكن كم بين طلوع الشمس من مغربها وقيام الساعة ؟
الله أعلم، لكن جاءت رواية عن عبد الله بن عمرو سندها جيد موقوف على الصحابي، قال: "تبقى الناس بعد طلوع الشمس من مغربها عشرين ومائة سنة". هذا لا يثبت مرفوعاً، لكن الحديث هذا موقوف على عبد الله بسند قال عنه الحافظ: جيد. [فتح الباري:11/ 354].
فهنا يأتي السؤال ألا يعارض حديث: الآيات خرزات منظومات في سلك، إذا انقطع السلك تبع بعضها بعضاً حديث صحيح عن عبد الله بن عمرو. [رواه أحمد: 7040 ، وصححه الألباني السلسلة الصحيحة: 1762]؟
أجاب بعض العلماء: أن هذه المائة وعشرين تمر مروراً سريعاً جدًا، وبالتالي لأن تقارب الزمان في آخر الزمن في آخر الدنيا سريع جداً، تكون السنة كالشهر، والشهر كالجمعة، والجمعة كاليوم، واليوم كالساعة، والساعة كاحتراق السعفة خوصة النخل[رواه أحمد: 10956، وصححه الألباني صحيح الجامع:7422].
وبعض العلماء قالوا: حديث عبدالله بن عمرو لا يمكن أن نسلم به؛ لأنه كان معروفاً بالأخذ عن أهل الكتاب، وإنه وجد من أهل الكتاب، فكان يحدث بما فيهما، وقد يكون هذا منها.
لكن نقول: ما بعد طلوع الشمس إلى نفخ الصور مدة الله أعلم بها، ولو ثبت أن هذه المدة، فإنها تمر مروراً سريعاً جداً.
وردت الأحاديث ذكر أن ثلاثاً إذا خرجن لا ينفع نفساً إيمانها، وذكر منها الدجال، فقال: ثلاث إذا خرجن لَا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا [الأنعام: 158]: طلوع الشمس من مغربها، والدجال، ودابة الأرض [رواه مسلم: 158].


طلوع الشمس من مغربها ودابة الأرض هذه فهمناها، والدابة ستطلع بعد طلوع الشمس من مغربها مباشرة تختم على الناس مؤمن كافر، تختم على الناس بحسب حالهم، والختم هذا هو ختم النهاية.
لكن الإشكال في الدجال هل إذا خرج الدجال لا ينفع نفسه إيمانها أيضاً؟ وهناك خروج عيسى، وعيسى سيكون في عهده إيمان وإسلام، ولا يقبل من الكفار إلا الإسلام؟
فقال البيهقي: وكذا في قصة الدجال لا ينفع إيمان من آمن بعيسى عند مشاهدة الدجال، وينفعه بعد انقراضه. [فتح الباري لابن حجر: 11/354] فهذا من الإجابات.
على أن بعض المحدثين قالوا: إن الدجال لعل هذه اللفظة مستبدله من الدخان، وليست الدجال، وإنما هي الدخان، وأن النبي ﷺ قال: بادروا بالأعمال ستاً: الدجال، والدخان، ودابة الأرض، وطلوع الشمس من مغربها، وأمر العامة، وخويصة أحدكم [رواه مسلم: 2947].
هذه أشياء ضخمة كبيرة تشغل الإنسان؛ لأنه يطيش عقله، فعلي حسب ما كان عليه الحال قبل ذلك، فهو في الغالب يستمر عليه، بمعنى انه الآن إذا صارت المسألة إيمان اضطراري لا ينفع النفس شيئاً.
ذكر الدجال في هذا إشكال الله اعلم بجوابه، هذا جواب البيهقي، وكلام بعض المحدثين أن لفظة الدجال هنا محرفة، وإنما هي الدخان، وفي تشابه في طريقة الكتابة.
وقوله: لا ينفع العمل إذا طلعت الشمس، وإذا خرجت الدابة، فهذا معروف وواضح.
إذاً يكون هنا عرفنا مسألة طلوع الشمس من مغربها، وأثرها في ذلك الوقت علي النفوس، وبداية تغير أحوال العالم العلوى، وننتقل بعد ذلك إلى موضوع خروج الدابة.

خروج الدابة

ثبت خروج الدابة آية من آيات الله وحججه على خلقه نصا في كتاب الله المبين، قال تعالى: وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِنَ الأرض تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كَانُوا بِآياتنَا لَا يُوقِنُونَ [النمل: 82].
ما معنى: وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا؟
في ارتباط بين خروج الدابة ووقع القول، ما هو وقوع القول هذا؟ فقال بعض المفسرين: العذاب وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْأي: العذاب، قال جماعه أيضاً: إذا وجب عليهم العذاب، وقيل: إذا غضب الله عليهم، وقيل: إذا وجبت الحجة عليهم إذا انهم لم يأمروا بالمعروف ولم ينهوا عن المنكر.
وقيل: المراد ما وعدوا به من مشارطة قيام الساعة، وقد تظاهرت الاحاديث الدالة على خروج هذه الدابة، وأنها من أشراط الساعة، كما جاء عن النبي ﷺ في حديث الأشراط فذكر منها: دابة الأرض.
والعلماء سطروا هذا في كتب العقيدة، وقالوا: نشهد أن الدجال حق، وأن الدابة حق، يعنى: أن خروجه حق، أما دعوته باطلة.
وقد ارتبط ذكر هذه الآية، وظهورها بآية أخرى من آيات الله العظام، وهي طلوع الشمس من مغربها، وجاء الحديث أن أول الآيات خروجاً طلوع الشمس من مغربها، وخروج الدابة على الناس ضحى.
متى تخرج الدابة؟
في الضحى بعد طلوع الشمس.
ومتى ينتهي وقت الضحى؟
قبيل الظهر.
فقال: وخروج الدابة على الناس ضحى، وأيهما ما كانت قبل صاحبتها، فالأخرى على أثرها قريباً [رواه مسلم: 2941].
قال الحافظ ابن حجر: طلوع الشمس من المغرب هو أول الآيات العظام، والمؤذنة بتغير أحوال العالم العلوي، وينتهي ذلك بقيام الساعة"، التغيرات العلوية تنتهي بقيام الساعة، "ولعل خروج الدابة يقع في ذلك اليوم الذي تطلع فيه الشمس من المغرب". [فتح الباري: 11/353].


فالحافظ ابن حجر، يرجح أو يظن أن خروج الدابة في نفس يوم طلوع الشمس من مغربها، فالطلوع يحدث، ثم خروج الدابة في نفس اليوم.
والحاكم أبو عبدالله النيسابوري صاحب المستدرك قال: "الذي يظهر أن طلوع الشمس يسبق خروج الدابة، ثم تخرج الدابة في ذلك اليوم، أو الذي يقرب منه.
قال الحافظ: "والحكمة في ذلك أنه عند طلوع الشمس من المغرب يغلق باب التوبة، فتخرج الدابة تميز المؤمن من الكافر تكميلاً للمقصود من إغلاق باب التوبة". [فتح الباري: 11/353].
وإذا كان خروج الدابة قرين هذه الآية العظيمة، وهي خروج الشمس وطلوعها الشمس من مغربها، فإنها في الخروج كفرسي رهان متقاربتان جدا.
فهي كآية الشمس إذا خرجت لا ينفع نفساً أن تستأنف إيماناً أو عملاً لم تكن كسبته من قبل.

صفات الدابة

هذه الدابة التي ستخرج.
هل لها صفات؟
جاء فيها روايات لكنها ضعيفة، أن ما بين قرنيها فرسخ للراكب. [تفسير ابن أبي حاتم:15521]، وأنها مثل الحربة العظيمة [تفسير ابن أبي حاتم: 15520].
وأنها دابة ذات زغب وريش، ولها أربع قوائم لكن سند هذه الرواية عن ابن عباس ضعيف.
فما ورد من الآيات في وصفها أن لها ريش، وزغب، وحافر، ولحية، وأن رأسها رأس الثور، وعينها عين الخنزير، وأذنها كأذن الفيل، وعنقها عنق النعامة، وصدرها صدر الأسد، ولونها لون النمر، وخاصرتها خاصرة الهرة، وزينبها زينب الكبش، وقوائمها قوائم بعير، ما بين كل مفصلين اثنى عشر ذراعا.
وأنه يخرج معها عصى موسى وخاتم سليمان. [تفسير ابن أبي حاتم: 15519]، لم يثبت لكن لاشك أنها دابة عظيمة؛ لأنها تبهر الناس، وهذه ليست يعني حيواناً مخلوقاً صغيراً لا، وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِنَ الأرض تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كَانُوا بِآياتنَا لَا يُوقِنُونَ[النمل: 82].
فهي مخلوق مذهل يتكلم، دابة، حيوان، الله أعلم بشكله وصورته وخلقه؛ لأن بعض العلماء قالوا: أنها ناقة صالح تخرج مرة أخرى، تخرج آخر الزمان، لكن لا دليل علىذلك، نريد دليلاً صحيحاً.
قالوا بعضهم: أنها من فصيلة ناقة صالح، والذين قالوا بذلك جاءوا بحديث فيه أن الناس لم يروعهم إلا وهو ترغو ما بين الركن والمقام الدابة، تخرج بين الركن والمقام. [مسند أبي داود الطيالسي: 1165].
والرغاة: من أصوات الابل، لكن هذه الرواية أيضا في سندها رجل متروك، فلا نستطيع الاعتماد عليها.
بعضهم قالوا: أن الدابة هذه هي الجساسة التي وردت في حديث الدجال، وهذا أيضاً ما جاء به حديث صحيح.
بعضهم قال: أنه الثعبان الذي كان تحت الكعبة يحمي كنز الكعبة.


تأويلات المدرسة العصرانية العقلانية:
وبعضهم قال: أن الدابة إنسان يتكلم، ويناظر أهل الكفر ليسكتهم، وهذا قول يليق بالذين يقدمون العقول على النصوص، والذين يريدون تمييع الأمور.
هناك اتجاه عند بعض السخفاء المنحرفين يأتون إلى الآيات العظام، إلى آيات الله العجيبة، ويقولون: هذا الكتاب يمكن أن يقرأه كافر، فلا بد نحاول نخليها قريبة من عقول الكفار، فيأتوا مثلاً إلى: تَرْمِيهِمْ بِحِجَارَةٍ مِنْ سِجِّيلٍ [الفيل: 4]، الطير التي رمت أبرهة وجيشه، يقولون: هذه جراثيم مرض الجدري.
يقولون: إن الكفار إذا قرأوها، وقرأوا تفسير الآيات، وطير ترمي الحجارة، ما يصدق، فيحاولون تمحية بعض الأمور، فيأتي مثلاً على الدابة هذه، دابة عظيمة تخرج وتختم علي الناس وتكلم، فيقولون: لكن هذه يمكن إذا قرأها الكفار لا تدخل عقولهم، دعونا نفسرها بأنها إنسان يتكلم، ويحاجج الناس، ويسكت الكافر والمبتدع، ويقيم عليه الحجة.
هذا منهجهم منهج ضلالي منحرف، ضاعت الآيات، إذا كان اليوم كل شيء عادي.
ولذلك يقولون: إن الدجال أمريكا، عندهم كله من هذا النمط، يعنى: أي: من الآيات الحق هذه يريدون التهوين منه، ويقولون: على شأن نقرب العقول، يعنى: هناك ناس عقولهم لا تتحمل، ذنبه عليه، سيذوق وبال أمره، لكن نحن نؤمن
أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ [النمل: 82]، هل الانسان يطلق عليه دآبة؟ الذين قالوا أن الدابة إنسان، وأنه يناقش الناس، هل الإنسان يطلق عليه دآبة في الشرع، أو في العقل، أو في العرف؟ هل الانسان يطلق عليه دابة؟
والأعجب من ذلك الاثنى عشرية أهل الرفض الذين يقولون: علي بن أبي طالب يخرج، ويقنع الناس إذا كانوا يوقرون عليا، فكيف يسمحون لأنفسهم أن يفسروا الدابة بعلي، يعنى: على هو الدابة، ما هذا التوقير والاحترام؟ وهذا موجود في كتبهم.
هي دابة حقيقة هي دابة تخرج من الأرض، تنشق الأرض تخرج هذه الدابة، وأنها دابة تتكلم بفصاحة بكلام حقيقي، وسبق في أشراط الساعة أن تكلم السباع الإنسان سيحدث، والجماد سيتكلم، وعذبة سوطه طرف السوط يتكلم، وفخذ الإنسان سيتكلم، في آخر الزمان هذه كلها ستتكلم، فما العجب أن هذه الدابة العجيبة ستتكلم؟


لكن انظر إلى التحريف الباطل إلى هذا التحريف العقلاني -هم يسمونه عقلاني- وهو ضد العقل في الحقيقة، فيأتي واحد مثل محمد فريد وجدى في دائرة معارف القرن العشرين من أصحاب العقول المنحرفة هؤلاء، يقول: أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ يعنى: الجراثيم، وتكلمهم.
قال: تكلمهم من الكلم، وهو الجرح، يعنى: تجرحهم من الكلم، وليس من الكلام، وتفتك بالإنسان، وجسمه، وصحته، وتجرح، وتقتل.
فأي آية في الموضوع؟ فالجراثيم من زمان موجودة، وتفتك بالناس، ثم الجراثيم لا ترى، وهذه الدابة ترى ويراها الناس، ثم الحديث أنها تسم الناس على وجوهم كافر، وتطبع عليه طبع واضح كافر مؤمن، كافر مؤمن، وهكذا، فهل الجراثيم تطبع على الناس؟.
هذا شغل المدرسة العصرانية العقلانية المتعفنة، الذين يريدون تحريف النصوص، كل همهم أن الكفار لا يضحكوا علينا، وأن يكون الدين مقبول عند الجميع، وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ [البقرة:120]، لن يكون مقبولاً عند الجميع، هناك أعداء للدين مهما عملت هل يؤمنوا؟
ولذلك علق الشيخ العلامة المحدث المصري رحمه الله علي هذه الباطنية المعاصرة، قال: "والآية صريحة بالقول العربي أنها دابة، ومعنى الدابة في لغة العرب معروف واضح، لا يحتاج إلى تأويل، ووردت أحاديث كثيرة في الصحاح وغيرها بخروج هذه الدابة الآية، وأنها تخرج آخر الزمان، ووردت أثار أخر في صفتها لم تنسب إلى رسول الله ﷺ" إلى أن يقول: "ولكن بعض أهل عصرنا من المنتسبين للإسلام الذين فشا فيهم المنكر من القول، والباطل من الرأي الذين لا يريدون أن يؤمنوا بالغيب، ولا يريدون الا أن يقفوا عند حدود المادة التي رسمها لهم معلموهم وقدوتهم، ملحدوا أوربا الوثنيون الإباحيون المتحللون من خلق ودين". [مسند أحمد بتحقيق أحمد محمد شاكر: 15/82].
لماذا سافروا الغرب؟ فتنوا بالغرب، قالوا: لا نؤمن إلا بالمحسوسات، الدابة شيء غريب الجراثيم، الدجال شيء غريب كذا الاستعمار.
هذه نصوص شرعية بكلام عربي مبين، والقرآن يفهم علي ظاهره، ما فيه تأويلات من هذا النوع الأعوج.
والحقيقة كان لمدرسة جمال الدين الأفغاني المنحرفة، وكثير من آراء تلميذه محمد عبده الباطلة أثر على الكُتاب الذين تأثروا بهذه المدرسة المنحرفة.


أيضاً الأقوال التي جاءت أنها تخرج في موقع قرب مكة، وبعضهم قال: تخرج من صخرة بأجياد، وبعضهم قال: تخرج من جبل الصفا، ينصدع وتخرج، وبعضهم قال: من بعض البوادي، ومن بعض القرى، ومن أشرف المساجد، ولكن ما عندنا دليل صحيح نقول به.
إذن نمسك ما عندنا شيء ثبت في مكان خروجها، ما عندنا شيء ثبت في شكلها نمسك، لكن عندنا أشياء أنها دآبة حقيقة، أنها آية عظيمة، أنها تتكلم، وتختم على الناس.
فماذا تقول لو تكلمت؟ قال الله تعالى: وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِنَ الأرض تُكَلِّمُهُمْماذا تتكلم ماذا تقول؟ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كَانُوا بِآياتنَا لَا يُوقِنُونَ[النمل: 82].
أذن تكلمهم، وتتحدث معهم، ماذا تقول لهم: أَنَّ النَّاسَ كَانُوا بِآياتنَا لَا يُوقِنُونَ، هذا ما تفعله.
أين تختم الدابة على كل واحد؟
قد ورد في هذا حديث شريف مكان الختم، فروى الإمام أحمد عن أبي أمامة يرفعه إلى النبي ﷺ قال: تخرج الدابة فتسم الناس على خراطميهم [رواه أحمد: 22362، وصححه الألباني السلسلة الصحيحة: 322].
ما معنى: على خراطيمهم ؟ جمع خرطوم، وهو الأنف في اللغة.
ما معنى تسم؟ من الوسم الكى يستعملونه في تمييز الدواب، طبعه علي جلد الدابة بالكي محمى بالنار حتى يضع العلامة الختم.
قال: تسم الناس على خراطيمهم، الوسم هو الأثر في الوجه، والوشم هو الأثر في البدن، والخرطوم هو الأنف، سَنَسِمُهُ عَلَى الْخُرْطُومِ [القلم: 16].
فتؤثر في أنفه سمة يعرف بها، قال ﷺ: تخرج الدابة، فتسم الناس على خراطيمهم، ثم يغمرون فيكم حتى يشترى الرجل البعير، فيقول ممن اشتريته، فيقول: اشتريته من أحد المخطمين [رواه أحمد: 22362، وصححه الألباني السلسلة الصحيحة: 322].
وفي رواية: يقول: ممن اشتريته، فيقول: من الرجل المخطم [صحيح الجامع الصغير: 2927] من أحد المخطمين.
هناك ناس سيأتون بعدهم، والواحد يشتري بعيرا، فيسأل من الذي باعك البعير، فيقول: اشتريته من رجل مخطم من الذي ختمت عليهم الدابة.
فيه أجيال تخرج، وسيقول واحد ممن جاءوا: اشتريت بعيراً من الرجل المخطم، وستقول الدابة للناس بكلام فصيح واضح، وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِنَ الأرض تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كَانُوا بِآياتنَا لَا يُوقِنُونَ [النمل: 82]، وهذا فيه تحقير للكفار، وتنديم لهم، وخزي لهم عندما تقول لهم الدابة هذا الكلام.

الريح التي تقبض أرواح المؤمنين

جاء في صحيح مسلم عن عبدالرحمن بن شماسة المهري قال: كنت عند مسلم بن مخلد، وعنده عبدالله بن عمرو بن العاص، فقال عبدالله: "لا تقوم الساعة الا على شرار الخلق هم شر من أهل الجاهلية، لا يدعون الله بشيء إلا رده عليهم، فبينما هم على ذلك" -المجتمعون هؤلاء- "يتكلمون أقبل عقبة بن عامر، فقال له مسلم: يا عقبة اسمع ما يقول عبدالله، فقال عقبة: هو أعلم، وأما أنا فسمعت رسول الله ﷺ يقول: لا تزال عصابة من أمتي يقاتلون على أمر الله قاهرين لعدوهم، لا يضرهم من خالفهم حتى تأتيهم الساعة وهم على ذلك، فقال عبدالله: أجل، ثم يبعث الله ريحاً كريح المسك، مسها مس الحرير، فلا تترك نفساً فيها مثقال حبة من الإيمان إلا قبضته، ثم يبقى شرار الناس عليهم تقوم الساعة هذا رواه مسلم في صحيحه [1924].
وفى رواية أخرى لمسلم: "قال رسول الله ﷺ: أن الله يبعث ريحاً من اليمن ألين من الحرير، فلا تدع أحداً في قلبه مثقال ذرة من إيمان إلا قبضته [رواه مسلم: 117].
بعد الوسم والختم، وانتهت الأعمال، ستأتي ريح من اليمن، وتقبض المؤمنين، كمس الحرير، لا تترك نفساً فيها مثقال حبة من الإيمان إلا تقبضها.
من الجيل الذي سيبقي بعد ذلك؟
كفار، أشرار. هؤلاء عليهم تقوم الساعة.
متى هذه الريح ستكون؟
بعد خروج الدابة، وبعد طلوع الشمس من مغربها.
وقد جاء في حديث آخر في رواية لمسلم في هذه الريح أن رسول الله ﷺ: ذكر الدجال يخرج الدجال في أمتى، فيمكث أربعين لا أدري أربعين يوماً، أو أربعين شهراً، أو أربعين عاماً، فيبعث الله عيسى بن مريم كأنه عروة بن مسعود، فيطلبه فيهلكه، ثم يمكث الناس سبع سنين ليس بين اثنين عداوة، ثم يرسل الله ريحا باردة قال في الحديث: فلا يبقى على وجه الأرض أحد في قلبه مثقال ذرة من خير أو إيمان إلا قبضته، حتى لو أن أحدكم دخل في كبد جبل لدخلته عليه حتى تقبضه.


قال: فيبقى شرار الناس في خفة الطير، وأحلام السباع، لا يعرفون معروفاً كلها طبائع عدوانية، عقول مثل عقول الطير ما فيها خفيفة ولا ينكرون منكراً، فيتمثل لهم الشيطان فيقول: ألا تستجيبون؟ فيقولون: فما تأمرنا؟ فيأمرهم بعبادة الأوثان، وهم في ذلك دار رزقهم، حسن عيشهم، ثم ينفخ في الصور [رواه مسلم: 2940].

النار التي تحشر الناس

وبعد قضية خروج الدابة، وهذه الريح التي تقبض أرواح المؤمنين سنتحدث أخيراً في أشراط الساعة الكبرى.
النار التي تحشر الناس: روى مسلم في صحيحه عن حذيفة بن أسيد الغفاري، قال: اطلع النبي ﷺ علينا ونحن نتذاكر، فقال: ما تذاكرون؟ قالوا: نذكر الساعة، قال: أنها لا تقوم حتى تروا قبلها عشر آيات، وفي آخر الحديث: وآخر ذلك نار تخرج من اليمن تطرد الناس إلى محشرهم [رواه مسلم: 2901].
فهذه النار هي آخر علامة من علامات الساعة الكبرى، ولا يبقى بعدها إلا النفخ في الصور.
خروج النار هذا لا يعلمها إلا الأنبياء، ولذلك لما سأل اليهودي عبدالله بن سلام رسول الله ﷺ أجاب عنها أنه لا يعلمها إلا نبي، وذلك كما جاء في حديث البخاري عن أنس بن مالك  أن عبدالله بن سلام  قبل أن يسلم بلغه مقدم النبي ﷺ المدينة، وأتاه يسأله عن أشياء، فقال: إني سائلك عن ثلاث لا يعلمهن إلا نبي، ما أول أشراط الساعة؟ وما أول طعام يأكله أهل الجنة؟ وما بال الولد ينزع إلى أبيه أو إلى أمه؟
قال: أخبرني به جبريل آنفاً، قال ابن سلام: ذلك عدو اليهود من الملائكة، قال: أما أول أشراط الساعة: فنار تحشرهم من المشرق إلى المغرب، وأما أول طعام يأكله أهل الجنة فزيادة كبد الحوت، وأما الولد فإذا سبق ماء الرجل ماء المرأة نزع الولد، وإذا سبق ماء المرأة ماء الرجل نزعت الولد، قال: أشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله" ...الحديث [رواه البخاري: 3938].
والشاهد منه قوله: أما أول أشراط الساعة فنار تحشرهم من المشرق إلى المغرب.
قال: بعضهم إن النار هذه: الفتن والحروب، وأنها تخرج من جهة المشرق، وأن هذا وقع أيام التتر، ولكن ما هو الأصل في ألفاظ الكتاب والسنة أنها تحمل على ظاهرها، وعلى حقيقتها، والنار نار هذا هو الأصل، ولا داعي للتأويل.
تواردت الأحاديث على إثبات هذه العلامة، وجاء أنها أول أشراط الساعة، فكيف الجمع بينه وبين حديث حذيفة أنها آخر الأشراط؟
حاول بعضهم أن يقول: أنهما ناران، وأن أحداهما تخرج من المشرق، والأخرى تخرج من اليمن، لكن الصحيح أنهما نار واحدة، لكن الرواية التي قالت: آخر الأشراط باعتبار ما ذكر معها من الآيات، يعنى: قبلها الدجال، والدابة، ويأجوج مأجوج، وطلوع الشمس، وإلى آخره.


والحديث الذي فيه أول الأشراط: أول الآيات التي لا شيء بعدها من أمور الدنيا، أولية باعتبار قيام الساعة إنها الآن على وشك أن تقوم.
من أين تخرج النار؟
هذه النار من أين ستخرج؟
عندنا رواية أنها تخرج من المشرق، ورواية أنها تخرج من اليمن، هناك حديث: لا تقوم الساعة حتى تخرج نار من أرض الحجاز تضيء لها أعناق الإبل ببصرى [رواه البخاري: 7118، ومسلم: 2902]، هذه النار غير النار التي نتحدث عنها.
هذه النار خرجت في القرن السابع الهجري، وكانت من أشراط الساعة الصغرى، وخرجت بمكان معين، وهو الحجاز، ورأوا أعناق الإبل ببصرى على ضوئها، وكتبت في كتب التاريخ، وذكرت كما ذكرها أبو شامة، وغيرهم من أئمة الإسلام.
لكن الآن لا نتحدث عن نار الحجاز التي خرجت قرب المدينة، وإنما نتحدث عن نار تحشر الناس، ففي رواية: أنها تخرج من قعر عدن[رواه أبو داود: 4313، وصححه الألباني صحيح الجامع الصغير: 1635]، فلا إشكال قعر عدن في اليمن، لكن كيف نفعل في الرواية التي تقول: أنها تخرج من المشرق ؟ [رواه أحمد: 12076، وصححه الألباني السلسلة الصحيحة: 3493].
الحافظ بن حجر رحمه الله قال: "وظهر لي وجه في الجمع أن كونها تخرج من قعر عدن لا ينافي حشرها للناس من المشرق إلى المغرب، وذلك أن ابتداء خروجها من قعر عدن، فإذا خرجت انتشرت في الأرض كلها، والمراد بقوله: تحشر الناس من المشرق إلى المغربأرادة تعميم الحشر لا خصوص المشرق والمغرب، أو أنها بعد الانتشار أول ما تحشر أهل المشرق" [فتح الباري: 11/378].
يعنى: هي تخرج من قعر عدن أول ما تخرج النار من قعر عدن، ثم تذهب إلى المشرق، فتحشر أهل المشرق إلى الشام، ثم تذهب إلى المغرب، فتحشرهم كذلك تعم الأرض، تأتى بكل الناس الذين في الأرض تأتى بهم إلى الشام، رغما عنهم سيساقون بالنار إلى هذه البقعة التي ستقوم عليهم فيها الساعة، ويموتون جميعا، آخر جيل من البشرية.
وعن عبدالله بن عمر عن أبيه قال: قال رسول الله ﷺ ستخرج نار من حضرموت، أو من نحو بحر حضرموت قبل يوم القيامة تحشر الناس [رواه الترمذي: 2217، وصححه الألباني في صحيح الجامع: 3609].
وفي رواية لمسلم: ونار تخرج من قعرة عدن ترحل الناس [رواه مسلم: 2901].


وثبت في الصحيحين عن أبي هريرة عن الرسول ﷺ قال: يحشر الناس على ثلاث طرائق: راغبين، راهبين، واثنان على بعير، وثلاثة على بعير، وأربعة على بعير، وعشرة على بعير، ويحشر بقيتهم النار، تقيل معهم حيث قالوا -يعنى: قيلولة- وتبيت معهم حيث باتوا، وتصبح معهم حيث أصبحوا، وتمسي معهم حيث أمسوا [رواه البخاري: 6522، ومسلم: 2861].
السؤال: هل الحشر هذا الراغبين، والراهبين، واثنان على بعير، وثلاث على بعير، وعشرة يعتقبون بعيراً.
ليس معناه أن كل العشرة فوق البعير الواحد، لا يتحمل، لكن المقصود أنه يركب بعضهم، والآخرون يمشون، ثم ينزل الذين ركبوا ويركب الآخرون، ثم ينزل الذين ركبوا ويركب الآخرون، وهكذا يعتقبون.
يعنى: يتوالون علي البعير، مشوار طويل يحتاجون إلى الدواب، والنار معهم إذا نزلوا، النار معهم إذا مشوا، النار وراءهم إذا باتوا، النار معهم، وهكذا حتى توصلهم الى مكان أرض المحشر.
بعض العلماء فهموا أن هذا الحديث يوم القيامة، يعنى: المقصود أن الحشر بعد الخروج من القبور، لكن البعض الآخر فهموا أن هذا قبل قيام الساعة، أن هذا حشر النار وليس الحشر من القبور.
لأن الحشر حشران: حشر قبل قيام الساعة، وهو حشر كل الناس من المعمورة من الأرض إلى هذا المكان المعين الذي سينفخ في الصور والناس متجمعين فيه، ويموتون، والحشر الذي سيكون بعد نفخة البعث عندما يخرج الناس من قبورهم إلى أرض المحشر، يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتُ وَبَرَزُوا لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ [إبراهيم: 48].
وقد ورد في رواية أن الحشر يكون في القيامة، لكن هذا ليس هذا هو الراجح، والراجح أن الحشر المذكور في حديث البعير وثلاث طرائق أنه سيكون في آخر عمر الدنيا، حين تخرج النار من قعر عدن تحشر الناس من الأرض؛ هذه النار مكان خروجها من اليمن من قعر عدن، لكن ستنتشر في جميع الأرض في كل القارات في كل المعمورة، وأي أحد موجود في أي مكان في العالم ستأتي به النار إلى الشام، وهذا الذي قال به الخطابي، والقرطبي، والقاضي عياض، والنووي، والطيبي، وابن كثير، وابن حجر، وغيرهم من أهل العلم. [فتح الباري: 11/379].


الحشر الذي نتحدث عنه هو حشر في آخر الدنيا قبيل القيامة، وقبيل النفخ في الصور، تحشر بقيتهم النار تبيت معهم تقيل تصبح تمسي، وآخر ذلك نار تخرج من قعر عدن ترحل الناس، وفي رواية: تطرد الناس إلى محشرهم [رواه مسلم: 2901].
وجاء في حديث عبدالله بن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله ﷺ: ستخرج نار من حضرموت، أو من نحو بحر حضرموت قبل يوم القيامة تحشر الناس قالوا: يا رسول الله! فما تأمرنا؟ قال: عليكم بالشام [رواه أحمد: 5146، والترمذي: 2249، وقال: حديث حسن صحيح، وصححه الألباني السلسلة الصحيحة: 2768].
وأيضاً جاء في حديث عبدالله بن عمرو قال: سمعت رسول الله ﷺ: ستكون هجرة بعد هجرة، ينحاز الناس إلى مهاجر إبراهيم، أين المكان الذي هاجر إليه إبراهيم الخليل؟ إلى الشام. من أين هاجر؟ من العراق.
فالشام هي مهاجر إبراهيم الخليل، والمدينة النبوية هي مهاجر النبي محمد ﷺ، فإبراهيم هاجر في ذات الله، ومحمد ﷺ والمهاجرون هاجروا في ذات الله، كان انتقال إبراهيم الخليل إلى بقعة يستطيع أن يعبد فيها ربه بعد أذى النمرود وقومه الطغاة، والناس سيحشرون في آخر الزمان إلى مهاجر إبراهيم، يعنى: الشام.
قال: ستكون هجرة بعد هجرة، ينحاز الناس إلى مهاجر إبراهيم، لا يبقى في الأرض إلا شرار أهلها، تلفظهم أرضوهم، تقذرهم نفس الله، تحشرهم النار مع القردة والخنازير [رواه الحاكم: 8497، وصححه الألباني صحيح الترغيب: 3091].


هذا آخر جيل من البشرية ما فيه خير أبداً، لا يعرفون لفظ الجلالة أصلا، لا تقوم الساعة وفي الأرض من يقول: الله الله [رواه مسلم: 148].
تلفظهم تقذفهم وترميهم أرضوهم التي هم فيها، والنار تحشرهم. ونفس الله تكرههم وتمقتهم، يعنى: ذات الله، والنار تبيت معهم إذا باتوا، وتقيل معهم إذا قالوا، والحديث قال عنه ابن حجر: إسناده لا بأس به. [فتح الباري: 11/380]. وقال أحمد شاكر: إسناده صحيح [المسند:6871].
هذا ما يؤكد أن الحشر حشر الدنيا؛ لأن نار الآخرة لن تبيت معهم حيث باتوا، وتقيل معهم حيث قالوا، لكن هؤلاء الذين يحشرون من أقطار الأرض إلى الشام النار لهم بالمرصاد، النار ورائهم حتى يأتوا مرغمين إلى تلك المنطقة.
وجاء في الحديث أيضاً: أن الشارف الواحد، يعنى: البعير يشترى بالحديقة المعجبة، بستان كبير يدفع ثمنا لشراء بعير. لماذا؟
لأن التوجه لا بد إلى الشام، فيصير الواحد مستعد أن يبيع بستاناً عظيماً ومزرعة كبيرة من أجل بعير واحد؛ لقلة الدواب، وكثرة الطلب، الناس كلهم تريد إبل دواب تركب عليها، لأن النار تحشرهم، فمستعد الواحد يدفع بستانه ثمنا لبعير يوصله إلى هذا المكان.
قال: الشارف الواحد بالحديقة المعجبة، ويهون العقار وهو من أنفس الأموال، الآن المستثمرين إذا فزعوا راحوا للعقار، فالعقار من أنفس أموال الناس.
لكن النار التي تحشرهم تلهيهم عن الدنيا والعقارات، يبحث الواحد عن وسيلة مواصلات يصل بها إلى الشام، اتجاه إجباري، اتجاه موحد إلى الشام، فأي مزرعة، وأي أرض، أي بيت، وأي عقار.
ولذلك يكون العقار هينا عند أهله لقلة الدواب، وعزة الظهر، الظهر يعنى: المركوب، عزيز قليل، وهناك أناس سيحشرون طاعمين كاسيين راكبين، وقسم يمشون، وآخرون يعتقبون نوبات علي البعير الواحد: اثنان علي بعير، وثلاث علي بعير، وعشرة علي بعير.
وقال في الحديث: وتحشر بقيتهم النار[رواه مسلم: 2861]، التي تخرج من قعر عدن، وتحيط بالناس من ورائهم تسوقهم من كل جانب إلى أرض المحشر، ومن تخلف أكلته النار.
جاء في الحديث أن من تخلف عنها أكلته؛ لذلك مضطرين إلى الذهاب إلى ذلك المكان، ولو كان في الآخرة فلا دواب في المحشر، وأكل وشرب، وآخر من يحشر في العالم راعيان من مزينة، من قبيلة مزينة يرعيان الغنم، ينعقان بغنمهما، فيجدانها وحشا توحشت حتى إذا بلغت ثنية الوداع خرا على وجوههما [رواه البخاري: 1874، ومسلم: 1389].


هذه نهاية الناس على كوكب الأرض، وأنهم سيحشرون إلى ذلك المكان، تأكل النار من تأكل، والبقيه سيصلون هناك، ثم ينفخ في الصور نفخة الصعق، ونفخة الموت فيموت الناس جميعاً، ويكون هذا الحشر من جميع أقطار الأرض؛ ليلقى الناس آخر جيل في البشرية مصيرهم في ذلك المكان؛ لذلك قال: الشام أرض المحشر والمنشر [البزار:3965 ، وصححه الألباني تخريج أحاديث فضائل الشام ودمشق:13 ].
وبهذا نكون قد أنهينا ذكر أشراط الساعة الكبرى بعد ما مررنا علي أشراط الساعة الصغرى.
وربما يبقي لدينا درس في الفوائد الدعوية والتربوية التي تؤخذ من أشراط الساعة، ولكن هذا سيكون إن شاء الله في وقت آخر لعله لا يكون بعيداً، لكن هذه نهاية دروس هذه السلسلة، -سلسلة أشراط الساعة- وفيها فوائد بليغة، وعبر عظيمة، ودروس كبيرة، وهي من الغيب الذي يجب علينا أن نؤمن به.
ونسأل الله سبحانه وتعالى أن يرزقنا الإيمان والإخلاص والتقوى، وأن يجعلنا من المستمسكين بالعروة الوثقى، وأن يجعل خروجنا من هذه الدنيا على شهادة التوحيد، وعلى ما يحب ويرضى، إنه هو السميع، وهو أهل المغفرة، وأهل التقوى. وصلى الله على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه اجمعين.


من نفس التصنيف
(2) هل نحن مسلمون 16- مثل عظيم لفساد الدين عبر بين موازين الله وموازين البشر 1-2 أجركم على الله كل يوم هو في شأن - 1


جديد القسم
07- محاورة في اليوم الآخر 2 6- محاورة في اليوم الآخر 1 5- محاورة في عالم البرزخ (فتنة القبر وعذابه ونعيمه) الزواج السياحي ولا تبخسوا الناس أشياءهم


حرص الشريعة على صلة الأرحام عدد الزيارات: 1775



مؤذن يعجب الله منه عدد الزيارات: 2022
 


الشتاء غنيمة العابدين عدد الزيارات: 5314



مواقع أخرى
  


تغريدات الشيخ





جميع الحقوق محفوظة لموقع الشيخ محمد صالح المنجد / مجموعة زاد 2020

 

===========

ذكر قبيلتي يأجوج ومأجوج وصفاتهم

ذكر قبيلتي يأجوج ومأجوج وصفاتهم ذكر أمتي يأجوج ومأجوج وصفاتهم وما ورد من أخبارهم وصفة السد هم من نسل النيندرتال    وأخطأ من قال بغير ذلك...